هو محمد بن علي بن النعمان الأحول المعروف ب مؤمن الطاق وهو من أكابر الشيعة، وثقه كل من الشيخ الطوسي والكشي والنجاشي والمفيد والمرتضى وابن داوود وابن طاووس وغيرهم، كان ثقة متكلماً حاذقاً حاضر الجواب، له كتب منها: كتاب الإمامة، والرد على المعتزلة في إمامة المفضول على الفاضل، وكتاب الجمل في أمر طلحة والزبير وعائشة، وكتاب السلام، وكتاب افعل ولا تفعل[1]، وقد عُرف عند الشيعة بمؤمن الطاق، ويلقّبه المخالفون بشيطان الطاق، وهو مِن أصحاب الإمام جعفر الصادق والكاظم (عليهما السلام)، وسبب لقبه هذا أنّه كان له دكّان نقد تحت طاق المَحمِل في الكوفة وأنه كان حينما يُسأل عن النقد المشكوك يجيب بما هو مطابق للواقع، والعجيب مِن أهل السنة أنّهم أطلقوا أسم شيطان الطاق على هذا الرجل المؤمن[2]، وأعجب منهم العلماء المعاصرون مِن أهل السنة إذ بعد مرور مئات السنين لا يزالون يسمّونه بشيطان الطاق جرياً على عادة أسلافهم وتقليداً أعمى بلا تحقيق ولا مطالعة؛ ويمكن أن يكون سبب أطلاق هذا الاسم عليه راجعاً إلى أحد الأسباب التالية:
أولاً: لأنّه كان خبيراً بالنقد فيعرف الدراهم والدنانير المغشوشة مِن غيرها بمجرد أن يراها أو يلمسها، فكان النّاس يرجعون إليه في ذلك؛ولخبرته الفائقة في هذا المجال أطلقوا عليه شيطان الطاق[3].
ثانياً: أو لأنّه كان حاضر الجواب سريع البديهة، فكان يردّ على الخصوم ويدفع شبهاتهم حول الإمامة فيرجعون مغلوبين مِن عنده، فكان الحقد والحسد يغلي في صدورهم فيقلبون لقبه مِن مؤمن الطاق إلى شيطان الطاق، وله في هذا المجال مناظرات وحوارات كثيرة جدا مع أبي حنيفة وغيره. ومن مناظراته أن أبا حنيفة بعد رحيل الإمام الصادق (عليه السلام) التقى بمؤمن الطاق فقال له مِن باب الشماتة: مات إمامك، فأجابه في الحال: نعم، ولكن إمامك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم.
ثالثاً: وكان أبو حنيفة جالسا بين أصحابه يوما فأقبل نحوهم مؤمن الطاق، فقال أبو حنيفة: قد جاءكم الشيطان ؟. فقرأ مؤمن الطاق ( ألم ترَ أنّا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزُّهم أزّا).( مريم الآية 83 ).
المصدر: مجلة اليقين العدد (9)، الصفحة (7).