عبادة بن الصامت الأنصاري

اسمه ونسبه:

عبادة بن الصامت بن قيس بن فهر بن قيس بن ثعلبة الأنصاري الخزرجي، كنيته أبو الوليد.

ولادته:

ولد في سنة (38) قبل الهجرة النبوية الشريفة.

جوانب من حياته:

 كان عبادة فاضلاً خَيِّراً، وقد كان في زمن الجاهلية من القواقل، وسُمّوا بذلك؛ لأنَّهم كانوا في زمن الجاهلية إذا نزل بهم الضيف قالوا له: قوقِل حَيثُ شئت؛ أي اِذهب حيث شئت، فإنَّ لك الأمان، لأنَّك في ذِمَّتنا.

وكان أحد نقباء الأنصار الذين بايعوا الرسول (صلى الله عليه وآله) في العقبة الأولى، والعقبة الثانية، وكان من أوائل أهل المدينة الذين اعتنقوا الإسلام، وأصبح من سادات الصحابة.

شهد بدراً والمشاهد كلها مع رسول الله (صلى الله عليه وآله)، كما استعمله على بعض الصدقات، وكان أحد الخمسة من الأنصار الذين جمعوا القرآن في زمن النبي (صلى الله عليه وآله).

خطبة عبادة بن الصامت:

لما قدم عبادة على أهل حمص قام في الناس خطيباً فحمد الله وصلى على النبي (صلى الله عليه وآله) ثم قال: (أما بعد ألا إن الدنيا عرض حاضر يأكل منه البر والفاجر، ألا وإن الآخرة وعد صادق يحكم فيه ملك قادر، ألا وإنكم معروضون على أعمالكم، فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره، ألا وإن للدنيا بنين وللآخرة بنين فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن كل أم يتبعها بنوها يوم القيامة)[1].

وهو أول من تولَّى القضاء في فلسطين، وشهد فتح مصر، وكان أمير ربع المدد وكان من المنكرين على معاوية وسياسته، فأغلط (أوقعه في الخَطأ) له معاوية في القول، فقال عبادة: لا أساكنك بأرض واحدة، ورحل إلى المدينة.

ونُقل عن الإمام الرضا (عليه السلام) أنه قال في عبادة: (إنَّه مِن الذين مَضوا على منهاج نبيِّهم (صلى الله عليه وآله) ولم يبدَّلوا)[2].

وفاته:

عن عبادة بن محمد بن عبادة بن الصامت قال: لما حضرت عبادة الوفاة قال: أخرجوا فراشي إلى الصحن يعنى الدار، ففعلوا ذلك، ثم قال اجمعوا لي موالي وخدمي وجيراني ومن كان يدخل علي، فجمعوا، فقال: إن يومي هذا لا أراه إلا آخر يوم يأتي عليّ من الدنيا، وأول ليلة من ليالي الآخرة، وإني لا أدري لعله قد فرط مني إليكم بيدي أو بلساني شيء، وهو والذي نفس عبادة بيده القصاص يوم القيامة، فاحرج على أحد منكم في نفسه شيء من ذلك، إلا اقتص مني قبل أن تخرج نفسي، فقالوا: بل كنت والداً وكنت مؤدباً - وما قال لخادم سوء قط - قال: أغفرتم لي ما كان من ذلك، قالوا نعم، قال: اللهم اشهدهم..)[3].

 وكانت وفاته سنة (34 هـ) في الرملة من أرض الشام، وهو ابن اثنتين وسبعين سنة، ودفن في بيت المقدس.

مجلة بيوت المتقين العدد (56)

 


[1] تاريخ دمشق لابن عساكر: ج32، ص13.

[2] عيون أخبار الرضا (عليه السلام)، للشيخ الصدوق: ج2، ص134.

[3] بحار الأنوار: ج79، ص141.