ويقول العالم العَلَم والآية الكبرى السيد محمد بن المهدي بن الحسن الحسيني القزويني (قدس سره)، وهو من أعاظم العلماء وكبار مراجع التقليد في عصره: فلم يكفهم ذلك كله حتى أنهم قهروا علياً وبني هاشم على البيعة، وأضرموا النار على بيوت آل محمد(صلى الله عليه وآله)، ووقفت دونها فاطمة (عليها السلام) فلم تقدر على منعهم، ولما فتحت الباب صكوا عليها الباب، وكسروا ضلعها وأسقطوا جنينها المُحسن، وكسروا سيف الزبير في صحن الدار، وقادوا علياً (عليه السلام) بحمائل سيفه، كما يقاد الجمل المخشوش، كما نص على ذلك الطبري، والواقدي، وابن جراية في النور، وابن عبد ربه، ومصنف كتاب (نفائس الجواهر) لابن سهلويه، وعمر بن شيبة في كتابه وغيرهم، مضافاً إلى منعهم فاطمة ميراث أبيها، وغصبهم فدكا والعوالي فيها، ورد دعواها ورد شهادة علي والحسنين (عليهم السلام) وأم أيمن، وتمزيق صكها المرسوم من النبي الأمين (صلى الله عليه وآله) الذي هو بركة العالمين، وغير ذلك مما صدر من المؤذيات لفاطمة (عليها السلام)، وتحريجهم على بكائها حتى اتخاذها بيت الأحزان، ومرضها من جهتهم، ودفنها سراً، وموتها وهي واجدة كما صرح البخاري وغيره...[1].