تُعدّ البوذية إِحدى الديانات الوضعية (أَي: البشرية التي لا ربط لها بالسماء)، انتحلت الصبغة الدينية، وقد ظهرت في الهند بعد الديانة البرهمية الهندوسية في القرن الخامس قبل الميلاد، وكانت في البداية تناهض الهندوسية وتتجه إلى العناية بالإنسان، كما أن فيها دعوة إلى التصوف والخشونة، ونبذ الترف والمناداة بالمحبة والتسامح وفعل الخير، وبعد موت مؤسسها تحولت إِلى معتقدات باطلة، ذات طابع وثني، ولقد غالى أَتباعها في مؤسسها حتى ألَّهوه.
ويذكر مركز الأَبحاث العقائدية: (إِن الديانة البوذية كما يزعم أَصحابها هي ديانة التأمل الباطن والرحمة وإنكار الذات، وهي احدى ديانات الشرق الكبرى، قامت في الهند في القرنين السادس والخامس قبل الميلاد لتناهض الديانة الهندوسية، وتعاليمها ليست وحياً يوحى.
فهي في حياة مؤسسها نظام أخلاقي واتجاه تربوي، ثم صارت مذهباً فكرياً وعقلانياً مبنياً على نظريات فلسفية وقياسات عقلية يغلب عليها صبغة الفلسفة.
وبعد ثلاثة قرون أصبحت الدين الرسمي في الهند ثم انتشرت حتى شملت التبت والصين وكوريا واليابان.
والبوذية لقب لمؤسسها الذي يدعى (سذهاتا) ومعناها العارف أو العالم، وانكمشت البوذية بعد وفاة بوذا ولجأ أتباعه إلى معابد الهندوس حيث وضعوا فيها تمثاله، وهكذا أخذت البوذية تتلاشى في الهندوسية التي أخذت تمتصها. وقد انقسمت البوذية إلى مذهبين كبيرين هما:
1- مذهب (ماهايانا) وهو مذهب الشمال ويسمى مذهب (العربة العظمى) وقد ذهب إلى تأليه بوذا وعبادته، وقد تأثر هذا المذهب كثيراً بالديانة الهندوسية، واقتبس منها نظرية تناسخ الأرواح.
2- مذهب (هنايانا) وهو مذهب الجنوب ويسمى (العربة الصغرى) وقد حافظ على صفاء تعاليم بوذا وأتباع هذا المذهب يقدسون بوذا على انه معلم أخلاقي.
ومن أهم الوصايا التي يلتزم بها البوذي هي:
أ- لا تزهق روحا.
ب- لا تأخذ ما لا تستحق.
ح- لا تزن.
ء- لا تكذب أو تغش أحدا.
هـ - لا تسكر.
وهذه الوصايا واجبة على البوذي على الدوام، وهناك واجبات أُخرى تختص بأَيّام الصوم، وهي:
و- كُلْ باعتدال، ولا تأكل شيئاً أبداً بعد الظهر.
ن- لا تشهد رقصاً، ولا تسمع غناءً، أَو تمثيلاً.
ح- لا تَلبسْ حُلياً، ولا تتتعطّر، ولا تتخذ زينة.
ط- لا تَنمْ في فُرُش باذخة.
ي- لا تقبل ذهباً ولا فضة. (حكمة الأديان الحية: 24).
وللبوذية اتجاهات فلسفية اتخذ أَكثرها الاعتراف بالإِله أساساً لفلسفته، ففرقةٌ تقول بوحدانية الله، وأَنه أَوجد أَوّلاً عدداً محدوداً من الأَرواح، ثم ترك الأِنشاء والتعمير، مكتفياً بما وضعه في العالم من قوانين.
وأُخرى ترى أَنه أَودع هذه الأَرواح التي أَرسلها للعالم قوى، تستطيع منها أَن تعرف الخير من الشر، ومن أجل ذلك لا يرسل اللهُ رسلاً اكتفاءً بذلك، ولا يخفى ان هذه العقائد تتسم بالتعطيل، فتجعل من الله إِلهاً لخلق الكون، ولكن تُعطّل قدرته على تصريف الأُمور، وتترك البشر بلا هادي ولا نذير يرسم لهم طريق الهدى والصلاح). انتهى
أما بالنسبة لأتباع الديانة البوذية فينقسمون إلى قسمين:
1- البوذيون المتدينون: وهؤلاء يأخذون بكل تعاليم بوذا وتوصياته.
2- البوذيون المدنيون: هؤلاء يقتصرون على بعض التعاليم والوصايا فقط.
هذا ما استطعنا إحصاءه من المعلومات عن نشوء هذه الديانة البوذية وتطورها وعقائدها.
المصدر: مجلة اليقين العدد (25)