بلاغتها (عليها السلام)

علم واسع، وحكمة بالغة، وخطاب فصل، وشجاعة ربانية، وأَدب نافذ، وتعبير فصيح، كل ذلك يشكل عناصر بلاغة الصديقة زينب.

فمن أَروع الكلام الذي تجلّت آثاره في الناس، وسبب تغييراً أَساسياً في المجتمع وغَيَّرَ الآراء حيال موضوع ذي أَهمية في ذاك الأَوان، هو كلام سيّدة بلغية من بيت النبوة تجلت في كلامها رسالة جدها، وبلاغة أَبيها، وفعلت بالطغاة ما فعلت، وجعلتهم عبرة لمن اعتبر إِلى يوم الدين.

إِن ما حدث بعد عاشوراء كان حركة عظيمة بحيث انقلبت الأُمور على عكس ما أَراد الحكام في الشام والكوفة، ووجّهت مصير مأساة كربلاء على خلاف تخطيط الجائرين.

لقد كان من أَروع ما خطط له الإِمام الحسين(عليه السلام) في ثورته الكبرى حمله عقيلة بني هاشم وسائر مخدرات الرسالة معه إِلى العراق، فقد كان على علم بما يجري عليهن من النكبات والخطوب، وما يقمن به من دور مشرف في إِكمال نهضته وإِيضاح تضحيته وإِشاعة مبادئه وأَهدافه، وقد قمن حرائر النبوة بإِيقاظ المجتمع من سباته، وأَسقطن هيبة الحكم الأُموي، وفتحن باب الثورة عليه، فقد أَلقين من الخطب الحماسية ما زعزع كيان الدولة الأُموية[1].

 


[1]  السيدة زَيْنَب بطلة التاريخ ورائدة الجهاد في الإسلام، الشيخ باقر القرشي: ص208.