وهناك آيات كثيرة تبين منزلة أهل البيت (عليهم السلام) ومكانتهم من رسول الله(صلى الله عليه وآله) وما لهم من الفضل عند الله تعالى نحاول أن نذكر بعضاً منها:
1- قوله تعالى: (فَوَقَاهُمْ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً* وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً)[1].
فقد توافق المفسرون والمحدثون على أنّ هذه الآيات نزلت في أهل البيت(عليهم السلام) خاصة، في قصة تصدّق علي وفاطمة والحسنين(عليهم السلام) على المسكين واليتيم والأسير، وظاهر من اللفظ القرآني أن الله تعالى بشّرهم بالجنّة والرضوان[2].
2- قوله تعالى: (إنَّ اللهَ ومَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ على النَّبيِّ يَا أيُّها الَّذينَ آمَنُوا صَلُّوا عَليهِ وسَلِّمُوا تَسلِيماً)[3]، ففي هذه الآية المباركة أوجب الله تعالى الصلاة على الآل كما أوجبها على النبي(صلى الله عليه وآله)، وذلك يحكي عن حالة الاقتران بين النبي وآله كما هو ثابت في آية التطهير والمودة.
وجاء في الصحيح المتفق عليه أنّه قيل لرسول الله(صلى الله عليه وآله): يا رسول الله، أما السلام عليك فقد عرفناه، فكيف الصلاة عليك ؟
فقال(صلى الله عليه وآله): (قولوا: اللهمَّ صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنّك حميد مجيد)[4].
وقد عبّر الشافعي عن فرض الصلاة على الآل بقوله:
يا أهل بيت رسول الله حبكم
فرضٌ من الله في القرآن أنزلهُ
كفاكم من عظيم الشأن أنكم
من لم يصلِّ عليكم لا صلاة لهُ[5]
3- قوله تعالى: (واعتَصِمُوا بِحَبلِ اللهِ جَمِيعاً)[6].
فقد جاء عن الإمام الرضا (عليه السلام)، عن أبيه عن آبائه عن الإمام علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (من أحب أن يركب سفينة النجاة ويستمسك بالعروة الوثقى ويعتصم بحبل الله المتين فليوالِ علياً وليأتم بالهداة من ولده)[7].
كما ورد عن الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) في قوله تعالى: (واعتَصِمُوا بِحَبلِ اللهِ جَمِيعاً ولا تَفَرَّقُوا) قال: (نحن حبل الله)[8].
4- قوله تعالى: (يا أيُّها الَّذينَ آمنُوا اتَّقُوا اللهَ وكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)[9].
جاء عن الإمام الباقر (عليه السلام) في هذه الآية قوله: (مع آل محمد عليهم السلام)[10].
وورد عن عبد الله بن عمر قوله في الآية: (اتَّقُوا اللهَ)، قال: أمر الله أصحاب محمد بأجمعهم أن يخافوا الله ثم قال لهم: (كُونُوا مَعَ الصَّادِقينَ)، يعني محمداً وأهل بيته[11].
5- قوله تعالى: (فأسألُوا أهلَ الذِّكرِ إن كُنتُم لا تَعلَمُونَ)[12].
عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: (لما نزلت هذه الآية... قال علي (عليه السلام): نحن أهل الذكر الذي عنانا الله جلَّ وعلا في كتابه)[13].
وعنه (عليه السلام) في قوله تعالى: (فأسألُوا أهلَ الذِّكرِ)قال: (نحن هم)[14].
6- قوله تعالى: (إنّما أنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَومٍ هادٍ)[15].
جاء عن الإمام أبي جعفر (عليه السلام) قوله في الآية: (رسول الله (صلى الله عليه وآله) المنذر، ولكلِّ زمان منّا هاد يهديهم إلى ما جاء به نبي الله(صلى الله عليه وآله)، ثم الهداة من بعده علي ثم الأوصياء واحد بعد واحد)[16].
7- قوله تعالى: (وما يَعلَمُ تأويلَهُ إلاّ اللهُ والرَّاسِخُونَ في العِلمِ)[17].
عن الإمام الصادق(عليه السلام) قال: (الراسخون في العلم أمير المؤمنين والأئمة من بعده)[18].
[1] سورة الإنسان: آية11- 12.
[2] (راجع: تفسير الرازي: ج30، ص243. وروح المعاني: ج29، ص157 ـ 158. وتفسير الكشّاف: ج4، ص670. وفتح القدير، الشوكاني: ج5، ص349. ومعالم التنزيل، البغوي: ج5، ص498. وتفسير أبي السعود: ج9، ص73. وتفسير البيضاوي: ج2، ص525- 526. وتفسير النسفي: ج3، ص628. وأسباب النزول، الواحدي: ص251. ونور الاَبصار: ص102. والرياض النضرة: ج2، ص227. وروح البيان، إسماعيل حقي: ج10، ص 268).
[3] سورة الأحزاب: آية56.
[4] (صحيح البخاري: ج6، ص217 - 291. وصحيح مسلم: ج1، ص305، 405 و406. وسنن الترمذي: ج5، ص359، 3220. وسنن ابن ماجة: ج1، ص293، ص904. ومسند أحمد: ج5، ص353. وتفسير الرازي: ج25، ص227. والمعجم الصغير، الطبراني: ج1، ص180. والمعجم الأوسط، الطبراني: ج3، ص 88، 2389 وغيرها كثير).
[5] الصواعق المحرقة، ابن حجر: ص148.
[6] سورة آل عمران: آية103.
[7] شواهد التنزيل، الحسكاني: ج1، ص 168، 177.
[8] خصائص الوحي المبين، ابن بطريق: ص183. أمالي الطوسي: ج1، ص278.
[9] سورة التوبة: آية119.
[10] ترجمة الإمام علي عليه السلام من تاريخ مدينة دمشق، ابن عساكر: ج2، ص421، 930.
[11] مناقب آل أبي طالب، ابن شهر آشوب: ج3، ص111. وتفسير البرهان، البحراني: ج2، ص865.
[12] سورة النحل: آية43.
[13] شواهد التنزيل، الحسكاني: ج1، ص436.
[14] المصدر السابق.
[15] سورة الرعد: آية7.
[16] الكافي، الكليني: ج1، ص191.
[17] سورة آل عمران: آية7.
[18] الكافي، الكليني: ج1، ص213.