ما معنى الشيعة؟ وفي أي عصر ظهروا؟

الجواب: الشِيعي في اللغة بمعنى التابِع، وفي الاصطلاح العقائدي تُطلَقُ هذه الكلمة أو التسمية ويراد منها: مجموعة من المسلمين الذين يعتقدون بأنّ قيادة الأمة الإسلامية بعد وفاةِ الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) هي من حقِّ الإمام علي (عليه السلام) وأبنائه المعصومين (عليه السلام)، تَمّسُكاً بما أوصى به النبي (عليه السلام) من أن وصيَّهُ وخليفتَهُ من بعده هو الإمام علي (عليه السلام)، ومن بعده الأئمة الأحد عشر (عليهم السلام).

وقد تَحَدّثَ النبيُّ الأَكرم (صلى الله عليه وآله) -أَيّام حياته- مراراً وتكراراً عن فضائل الإمام عليّ (عليه السلام) ومناقبه، وكذا عن قيادته وزعامته للأمة الإسلامية من بعده، وفي مناسبات مختلِفة، بشهادة التاريخ المدوَّن.

إنّ هذه التوصيات والتأكيدات كانت الأساس ـ كما تفيدُ الأَحاديث الموثّقة ـ في أن يلتفَّ جمعٌ مِنَ الصحابة حول الإمام عليّ (عليه السلام)، وفي حياة النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله)، ومنذ ذلك الزمن عرفوا بشيعةِ عليّ(عليه السلام).

وكان من أبرز هؤلاء الصحابة (سلمان وأَبو ذر والمقداد وعمار)، فالشيعة -إذن- موجودون منذ عصر النبي (صلى الله عليه وآله) وفي أيام حياته.

وليس الأمر يقف عند هذا الحد، بل إن تسمية التابعين لأمير المؤمنين (عليه السلام) قد أسس لها رسول الله (صلى الله عليه وآله) بنفسه، فقد أخرج الحافظ جمال الدين الزرندي عن ابن عباس، إنَّ هذه الآية: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) لما نزلت قال(صلى الله عليه وآله) لعلي: هو أنت وشيعتك، تأتي أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين، ويأتي عدوك غضابا مقمحين).

ولقد بقيت هذه الثُلّة من الصحابة على ولائها واعتقادها السابق بعد وفاة رسول الله(صلى الله عليه وآله) دون أنْ تؤثر المصالحَ الفرديّةَ والفئوية على تنصيص رسول الله(صلى الله عليه وآله) ووصيَّته في مجال الخلافة والإمامة للأمة من بعده، وهكذا بقيت التسمية تطلق على كل من يوالي علياً(عليه السلام) إلى يومنا هذا.

مجلة اليقين العدد (24)