1- عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ الله (عليه السلام): «أَيُّ إِمَامٍ لَا يَعْلَمُ مَا يُصِيبُه وإِلَى مَا يَصِيرُ فَلَيْسَ ذَلِكَ بِحُجَّةٍ لِله عَلَى خَلْقِه»[1].
2- عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ مُسَافِرٍ أَنَّ أَبَا الْحَسَنِ الرِّضَا (عليه السلام) قَالَ لَه: «يَا مُسَافِرُ هَذَا الْقَنَاةُ فِيهَا حِيتَانٌ قَالَ نَعَمْ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَقَالَ إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ الله(صلى الله عليه وآله) الْبَارِحَةَ وهُوَ يَقُولُ يَا عَلِيُّ مَا عِنْدَنَا خَيْرٌ لَكَ»[2].
3- عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَائِذٍ عَنْ أَبِي خَدِيجَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله (عليه السلام) قَالَ: «كُنْتُ عِنْدَ أَبِي فِي الْيَوْمِ الَّذِي قُبِضَ فِيه فَأَوْصَانِي بِأَشْيَاءَ فِي غُسْلِه وفِي كَفْنِه وفِي دُخُولِه قَبْرَه فَقُلْتُ يَا أَبَاه والله مَا رَأَيْتُكَ مُنْذُ اشْتَكَيْتَ أَحْسَنَ مِنْكَ الْيَوْمَ مَا رَأَيْتُ عَلَيْكَ أَثَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ يَا بُنَيَّ أمَا سَمِعْتَ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ (عليه السلام) يُنَادِي مِنْ وَرَاءِ الْجِدَارِ يَا مُحَمَّدُ تَعَالَ عَجِّلْ»[3].
4- عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَعْيَنَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السلام) قَالَ: «أَنْزَلَ الله تَعَالَى النَّصْرَ عَلَى الْحُسَيْنِ (عليه السلام) حَتَّى كَانَ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ والأَرْضِ ثُمَّ خُيِّرَ النَّصْرَ أَوْ لِقَاءَ الله فَاخْتَارَ لِقَاءَ الله تَعَالَى»[4].
5- عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْجَهْمِ قَالَ: قُلْتُ لِلرِّضَا (عليه السلام) إِنَّ أَمِيرَ المؤْمِنِينَ (عليه السلام) قَدْ عَرَفَ قَاتِلَه واللَّيْلَةَ الَّتِي يُقْتَلُ فِيهَا والموْضِعَ الَّذِي يُقْتَلُ فِيه وقَوْلُه لَمَّا سَمِعَ صِيَاحَ الإِوَزِّ فِي الدَّارِ صَوَائِحُ تَتْبَعُهَا نَوَائِحُ وقَوْلُ أُمِّ كُلْثُومٍ - لَوْ صَلَّيْتَ اللَّيْلَةَ دَاخِلَ الدَّارِ وأَمَرْتَ غَيْرَكَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ فَأَبَى عَلَيْهَا وكَثُرَ دُخُولُه وخُرُوجُه تِلْكَ اللَّيْلَةَ بِلَا سِلَاحٍ وقَدْ عَرَفَ(عليه السلام) أَنَّ ابْنَ مُلْجَمٍ لَعَنَه الله قَاتِلُه بِالسَّيْفِ كَانَ هَذَا مِمَّا لَمْ يَجُزْ تَعَرُّضُه فَقَالَ: «ذَلِكَ كَانَ ولَكِنَّه خُيِّرَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ لِتَمْضِيَ مَقَادِيرُ الله عَزَّ وجَلَّ»[5].
الشرح:
قال الحسن بن الجهم (الإِوَزِّ)، والإوز والإوزة بكسر الهمزة وفتح الواو والزاء وشدّها: البط.
ثمّ ينقل لنا الراوي قول أم كلثوم: (لَوْ صَلَّيْتَ اللَّيْلَةَ)، لو للتمنّي أو للشرط والجزاء محذوف.
وقوله: (وقَدْ عَرَفَ (عليه السلام) أَنَّ ابْنَ مُلْجَمٍ لَعَنَه الله قَاتِلُه بِالسَّيْفِ)، قال الآبي في كتاب إكمال الإكمال: إنّ عليّاً(عليه السلام) لمّا استأصل الخوارج بالنهروان وفلت منهم اليسير وكان من جملتهم عبد الرحمن بن ملجم المرادي، من قبيلة بني حمير من حلفاء المراد، والبكر الصيرفي وبكر ابن عمر التميمي فاجتمع الثلاثة بمكة فتذاكروا أمر الناس وعابوا أعمالهم، وتراحموا على مَن قُتل من قبل مُن أصحابهم بالنهروان، قالوا: ما نصنع بالبقاء بعد إخواننا فلو قتلنا أئمّة الضلالة.
فقال ابن ملجم: أنا أكفيكم عليّاً، وقال البكر: أنا أكفيكم معاوية، وقال بكر بن عمر: أنا أكفيكم عمرو بن العاص، وما أفسد أمر الأُمّة غيره، فتعاهدوا على ذلك عند البيت وتوثقوا على أن لا يرجع أحد من صاحبه حتى يقتله أو يموت دونه وتواعدوا أن يفعلوا ذلك...)
وأجابه الإمام الرضا (عليه السلام) بقوله: «ذَلِكَ كَانَ ولَكِنَّه خُيِّرَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ»، أي إن الإمام(عليه السلام) قد خيّر فيها بين البقاء واللقاء فاختار اللقاء ليمضي تقدير الله تعالى، والوقوع في الهلكة غير جائز إذا لم يكن بأمر الله تعالى ورضائه وإلاّ فهو جائز، بل واجب مثل هذا، وفعل الحسين(عليه السلام)، وفعلنا في الجهاد مع الاثنين.
مجلة بيوت المتقين العدد (74)