المؤلف: أبوعلي أحمد بن محمد مسكويه
الحكمة هي طلبة المؤمن يبحث عنها أينما وجدها أخذها كما ورد في قول أمير المؤمنين(عليه السلام): «الحِكمَةُ ضالَّةُ كُلِّ مُؤمِنٍ، فَخُذوها ولَومِن أفواهِ المُنافِقينَ»[1]، ومن هذا المنطلق كتب ابن مسكوية كتابه الرائع هذا واسماه الحكمة الخالدة وهو كتاب انتقى فيه مؤلفه حكم الفرس والهند والروم وحكم الإسلاميين المحدثين وجعل لكتابه خاتمة بمثابة خلاصة معرفيه أخذ فيها أقوال افلاطون الحكيم، وأبي الحسن العامري، وما أثر عنه من آداب وكذلك شيئاً من كتابات الجاحظ وحكما متفرقة، وقد تحرّى الحكمة وكل كلام حكمي، فكان كتابه موسوعة معرفية يستمتع المطالع فيها في تحري حكم الشعوب ومعارفها على اختلاف مذاهبها في الحياة ومشاربها في الفكر، فهومثلا ينقل حكمة لبزرجمهر - كان وزيرا لأنوشيروان ورجلا حکیماً عالما وقد ذكر اسمه في بعض الأعمال الهامة في الأدب الفارسي، وعلی الأخص في الشاهنامة. وتنسب إليه الكثير من الحكم والأمثال، فينقل قوله عن طباع الجهال: سبع خصال من طباع الجهال: الغضب في غير شيء، والإعطاء في غير حق، وقلة المعرفة بأنفسهم، ولا يفرقون بين عدوّهم وصديقهم، والتصنّع للأشرار- المجاملة وطلب رضاهم- وكثرة الكلام في غير نفع، وحسن الظن بمن ليس لذلك بأهل.
وهذا كلام ينقل فيه ثقافة حكيم من أمة الفرس وفي موضع أخر ينقل نبذاً من حكم الإغريق، منها قول حكيم الإغريق أرسطو طاليس: لكل إنسان حاجة، وإلى كل حاجة سبيل، من أصابه انجح ومن أخطأه خاب. وحاجة الإنسان خير الدنيا والآخرة، والسبيل إلى إدراكها العقل، والعقل نوعان غريزي، ومستفاد.. إلى آخر كلامه والكتاب رحلة مشوقة نافعة لطلاب المعارف والراغبين في الاطلاع على ثقافات الأمم والشعوب وقد قدم له الأستاذ الدكتور عبد الرحمن بدوي مقدمة ضافية من 64صفحة أضاف فيها لقيمة الكتاب وفائدته قيمة وفائدة إضافية.
مجلة ولاء الشباب العدد (61)