إن فخامة وروعة العمارة التي اتصف بها هذا المسجد جعله في قائمة الآثار العريقة والجذابة الفريدة من نوعها في العالم وذلك ما يشد إليه الكثير من السياح من مختلف أقطار العالم.
وعند العديد من دول العالم يعد المسجد الجامع في يزد رمزاً لهذه المحافظة بل لإيران نفسها، ومن الآثار العريقة لإيران.
وبناء هذا المسجد الفخم الكبير بقي متألقاً يشع عبر القرون الماضية يحكي حضارة وتاريخ هذه الأرض.
هذا المسجد بني على أرض كانت من معابد النار في العهد الساساني، وقد وضع حجر الأساس لهذا المسجد علاء الدولة گرشاسب.
ما يمتاز به المسجد:
الذي يميز هذا المسجد عراقة وأصالة الفن المعماري الإيراني النادر، ويبرز فيه فن التجصيص وتصميم المصلى، والصحن والقبة، والقاشاني، وكذلك يمتاز بمنارتيين شامختين.
ويمتاز البناء بجمالية وروعة الفن التشكيلي، ويمكن الإشارة إلى التشكيلة التي تتمثل في: الإيوان، والقبة، وتصاميم أطراف ذلك المسجد.
وأما الإيوان فقد زين بالقاشاني المعرق، والنقوش الإسلامية، ورسوم الورود والزهور.
كل هذه التشكيلة الجميلة تنم عن الإبداع والعراقة في الفن المعماري، والتي تثير في الزائر استحسانه وإعجابه.
وأما المحراب فمزين بالقاشي المعرق، وتشكيلة الآجر الجميلة، ووجود كاشيتين ثمانية الشكل، نقش عليها اسم الفنان المعماري الذي عمل بها وسنة تأسيس المحراب.
وقبة المسجد مرصعة بالكاشي الأزرق المنقّش، وقد أحيط القسم السفلي بكتابة «الملك لله» بشكل مكرر وبالخط الكوفي.
يعد هذا المسجد من روائع فن العمارة والبناء في التاريخ، وقد يقال إنه يمتاز بمئذنته الأعلى في عموم الأرض.
بناء المسجد هذا يجسد منذ قرون تاريخ حضارة هذا البلد، فقد بني المسجد الجامع القديم في القرن الهجري- القمري السادس بأمر كَرشاسب.
أما البناء الأصلي للمسجد الحالي، فهو من آثار «سيد ركن الدين محمد قاضي».
ومئذنتا المسجد ترتفع عن الأرض أكثر من 52 متراً، أما قطر كل منهما فيصل إلى نحو 8 أمتار، وقد أضيفتا للبناء أبان الحكم الصفوي، لكن انهار البناء في العام 193٤م فأعيد بناؤه لاحقاً.
وما يثير الدهشة هو علو المئذنتين، وما فيهما من أعمال القاشاني الفريدة في نوعها.
وينحسر قطر المئذنتين تدريجياً كلما زاد ارتفاعهما، كما تنفرد إحدى المئذنتين فقط بالسلّم، وهذا ما يميز جمال أعمال القيشاني في أعالي هذه المئذنة المثيرة لإعجاب الناظرين واستحسانهم، ورغم كل هذا التشييد الضخم لم يدخل الحديد في بنائه بل تتكون أعمدته المرتبة على شكل علامة (×) لتقويته.
المصدر: بيوت المتقين (82) شهر ربيع الأول 1442هـ