وقال الفقيه المتكلم المحقق الشيخ المقداد السيوري (قدس سره): إن علياً (عليه السلام) وجماعة لما امتنعوا عن البيعة، والتجأوا إلى بيت فاطمة (عليها السلام) منكرين بيعته بعث إليها عمر حتى ضربها على بطنها، وأسقطت سِقطا اسمه مُحسن، وأَضرم النار ليحرق عليهم البيت، وفيه فاطمة (عليها السلام)، وجماعة من بني هاشم، فأخرجوا عليا (عليه السلام) قهرا بحمائل سيفه يقاد.
لا يقال: هذا الخبر يختص الشيعة بروايته، فيجوز أن يكون موضوعا للتشنيع.
لأنا نقول: ورد أيضا من طريق الخصم، رواه البلاذري، وابن عبد البر، وغيرهما، ويؤيده قوله عند موته: ليتني تركت بيت فاطمة لم أكشفه[1].
ونقول: إن إصرار كبار علماء المذهب وأساطينه حسبما ظهر مما نقلناه عنهم على الاستدلال في علم الكلام على خصومهم بهذا الأمر، وإرساله إرسال المسلمات، وعدم قدرة الآخرين على التخلص والتملص منه، يدل دلالة ظاهرة على أن إنكار هذا الأمر أو التشكيك فيه من البعض غير مقبول بل غير معقول، ولا سيما مع هذا الكم الهائل من النصوص ومع تواتر الروايات عن المعصومين، الأمر الذي يقطع كل عذر، ويمنع أي تعلل أو تبرير.