قال تعالى: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)[1]، روى الفخر الرازي في تفسيره: رُوي عن عطاء، عن ابن عبّاس: أنّها ـ آية الولاية ـ نزلت في علي بن أبي طالب (عليه السلام)[2]، وجاء في الكشّاف للزمخشري قال: (... وإنّما نزلت في علي كرّم الله وجهه حين سأله سائل وهو راكع في صلاته، فطرح له خاتمه كأن كان مرجاً -أيّ: غير مستعص- في خنصره، فلم يتكلّف لخلعه..)[3]، وبعد هذا النقل من العامة على كون هذه الآية المباركة نزلت في أمير المؤمنين (عليه السلام) أثار بعضهم شبهة حول الآية المباركة وهي:
إذا كان المقصود (الَّذِينَ آمَنُوا) في الآية المباركة هو علي بن أبي طالب (عليه السلام) فلماذا جاءت بصيغة الجمع؟
وجواب هذه الشبهة:
وهو جواب الزمخشري في كشّافه (ج1، ص624): (وأنها نزلت في علي كرم الله وجهه حين سأله سائل وهو راكع في صلاته فطرح له خاتمه، كأنه كان مرجاً في خنصره، فلم يتكلّف لخلعه كثير عمل تفسد بمثله صلاته.
فإن قلت: كيف صحَّ أن يكون لعلي رضي الله عنه واللفظ لفظ جماعة؟
قلت: جيء به على لفظ الجمع وإن كان السبب فيه رجلاً واحداً ليرغب الناس في مثل فعله؛ فينالوا مثل ثوابه، ولينبّه على أن سجية المؤمنين يجب أن تكون على هذه الغاية من الحرص على البر والإحسان، وتفقد الفقراء، حتى إن لزمهم أمر لا يقبل التأخير وهم في الصلاة لم يؤخروه).
إذن لا مشكلة عند الزمخشري في نزول هذه الآية في أمير المؤمنين (عليه السلام)، وليس عنده مشكلة في صيغة الجمع، ولو أردنا نتخذ جواباً آخراً لقلنا:
ان الله تعالى أراد أن يعظّم هذه الفضيلة أو هذا الفعل من أمير المؤمنين(عليه السلام)، فجاء بلفظ الجمع إكراماً له(عليه السلام)، بالإضافة لما ذكره السيد شرف الدين(قدس سره) -بما مضمونه-: لو أنّ الآية جاءت بصيغة المفرد، لبادر أعداء أمير المؤمنين(عليه السلام) من المنافقين إلى التصرّف في القرآن الكريم وتحريف آياته عداوة منهم له(عليه السلام)[4].
المصدر: مجلة اليقين، العدد (53)، الصفحة (10).