يتوهم البعض أن التكاليف التي فرضها الله تعالى على عباده من صلاة وصيام وحج وغيرها فيها مشقّة، وهي فوق طاقة الإنسان وقدرته، فهل حقّاً أن الله كلّف الإنسان فوق طاقته؟
والجواب: أنّ كلّ ما صدر عنه تعالى من أحكام وتكاليف يقع ضمن دائرة القدرة البشرية، لأنّ التكليف بما لا يطاق قبيح عقلاً، وهو لا يصدر عن المشرِّع الحكيم العادل، وهذا من لطف الله تعالى على عبادة.
نفي التكليف بما لا يطاق:
ورد في القرآن الكريم جملة من الآيات الدالة بوضوح على أنّ الله تعالى لا يكلِّف العباد إلاّ قدر وسعهم وطاقتهم، منها قوله تعالى:
- (لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلاّ وُسْعَها)[1].
- (وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَج)[2].
- (يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) : 185
أحاديث أئمة أهل البيت(عليهم السلام):
ورد في أحاديث أئمة أهل البيت(عليهم السلام) العديد من النصوص الدالة بوضوح أنّ الله تعالى لا يكلّف العباد إلاّ قدر وسعهم وطاقتهم، منها:
فقد ورد عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) أنه قال: (مَا كَلَّفَ اللهُ العِبَادَ إِلاّ مَا يُطِيُقونَ)[3]، وورد أيضاً عنه (عليه السلام): (لَيْسَ مِن صِفَتِهِ الجَورُ وَالعَبَثُ وَالظُّلمُ وتَكليفُ العِبادِ ما لا يُطيقونَ)[4]، وعن الإمام عليِّ بن موسى الرضا (عليه السلام) انه سأله الراوي عن الله عزّ وجلّ هل يكلّف عباده ما لا يطيقون؟ فقال(عليه السلام): كيف يفعل ذلك وهو يقول: (وَما رَبُّكَ بِظَـلاّم لِلْعَبِيدِ)[5].
مجلة اليقين العدد (47)