يحلو للبعض ممن ينتمي للإسلام أن يتهم الآخرين -بما تحمل نفسه من سموم وأضغان وأحقاد- بالشرك والكفر والخروج عن ملة الإسلام، ذلك عندما يرى منه تصرّفاً أو فعلاً لا يناسب ذوقه! في حين أن كتبه ومصادره المعتمدة تصرّح بالجواز! ولا ندري.. هل هذا جهل بكتبهم أم خِسّة وحقارة؟
وعلى أيِّ حال.. فإننا في هذه السطور القلائل سنعرض لكم بعض الأدلة على جواز التبرك بآثار الأنبياء والأئمة المعصومين (عليهم السلام) بما فعله الصحابة والتابعون من أفعال لم يشطب عليها قلم أهل السنة والجماعة، إلا قلم الوهابية الرعناء، فإنه شطب على كثير من التعاليم والمفاهيم والممارسات، وكفّرت من يقوم بالتبرّك بآثار النبي (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الطاهرين (عليهم السلام).
1- ذكر الواقدي أن عائشة اُمّ المؤمنين سئلت: من أين هذا الشعر الذي عندكن؟ قالت: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما حلق رأسه في حجته فرّق شعره في الناس فأصابنا ما أصاب الناس[1].
2- حينما حضرت عمر بن العزيز الوفاة، دعا بشعر من شعر النبي (صلى الله عليه وآله) وأظفار من اظفاره وقال: إذا مت فخذوا الشعر والأظفار ثم اجعلوه في كفني[2].
3ـ جعل في حنوط أنس بن مالك صرة مسك وشعر من شعر رسول الله (صلى الله عليه وآله)[3].
4ـ أعطى بعض ولد فضل بن الربيع أبا عبد الله (يعني أحمد بن حنبل) وهو في الحبس ثلاث شعرات فقال: هذا من شعر النبي (صلى الله عليه وآله)، فأوصى أبو عبد الله عند موته أن يجعل على كل عين شعرة، وشعرة على لسانه[4].
5- عن ابن سيرين قال: قلت لعبيدة: عندنا من شعر النبي (صلى الله عليه وآله)، أصبناه من قبل أنس أو من قبل أهل أنس. قال: لأن تكون عندي شعرة منه أحبّ إليَّ من الدنيا وما فيها[5]. [6]
المصدر: مجلة اليقين، العدد (44)، الصفحة (10).