قبل وفاة المرجع الورع آية الله العظمى السيد ميرزا مهدي الشيرازي في سنة (1380هـ) بيومين أو ثلاثة أيام جائه الشيخ عبد الزهراء الكعبي وقال: سيّدنا عندي لك رسالة وإني معتذر إليك، فلقد رأيتُ البارحة في المنام الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) وقال لي: قل للسيد ميرزا مهدي انك قد أدّيت ما كان عليك من الخدمات الدينية، والآن استعدّ للرّحيل!
يقول الشيخ الكعبي: ما أن أبلغتُ للسيد هذه الرسالة حتى رأيته بكى وقلّب كفّيه وأخذ ينظر اليهما ويقول: كيف أواجه ربّي ويدي خالية.
الخلاصة من هذه الموعظة:
تأملوا أيها الكرام بهذا الدرس البليغ، هذا كلام واحد من أتقى مراجع زمانه فكيف بنا أيها الغافلون، أن مراجعنا هؤلاء قد درسوا في مدرسة أمير المؤمنين وسيد المتقين علي بن أبي طالب (عليه السلام) الذي كان في آناء الليل يبكي ويناجي الله تعالى وهو يقول: (... آه آه من قلّة الزاد وبُعد الطريق، ووحشة الطريق)[1].
هيا اذن اخبرني ما الذي سوف ألقاه، وإلى ما سيكون مصيري، وما سيجري علي، وهل سيكون قبري حفرة من النار؟ أم روضة من رياض الجنة؟
حسناً ما ظنك بمن يقطع سفراً طويلاً بلا زاد، ويسكن قبراً موحشاً بلا مؤنس، ويقدم على حكم عدل بلا حجة فأن الطريق مخيف فلمثل هذا استعدوا....
آه آه يا غفلتي عما يراد بي ..... آه آه من نار نزاعه لشوى..... آه آه من نار تنضج الاكباد والكلى.
وما هي المنجيات من هذا كله أخبرني؟
دونك كتاب الله وسنة رسوله (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الكرام (عليهم السلام) أما سمعت قول الرسول (صلى الله عليه وآله): (...معاشر الناس، قد حان مني خفوف من بين أظهركم، فمن كان له عندي عدة فليأتني أعطه إياها، ومن كان له عليَّ دين فليخبرني به.
معاشر الناس، ليس بين الله وبين أحد شئ يعطيه به خيراً أو يصرف به عنه شراً إلا العمل.
أيها الناس، لا يدعي مدع ولا يتمنى متمنٍ، والذي بعثني بالحق لا ينجي إلا عمل مع رحمة ولو عصيت لهويت، اللهم هل بلغت؟)[2].
أذن لا منجي منك ولا خلاص إلا بتقوى وتزكية النفس.