الكميت بن زيد الأسدي

شاعرنا في هذا العدد هو أحد شعراء أهل البيت (عليهم السلام)، والمدافعين عنهم، والمخلصين في طاعتهم، هو ابن خنيس الأسدي، أبو المستهل الكوفي، أحد أشعر الشعراء في عصره، ولد في عام (60) للهجرة، وتوفي في عام (126) هجرية.

ذوبانه في محبة أهل البيت (عليهم السلام):

والكميت شاعر تمثّل الإسلام قولاً وعملاً، وقد ظهرت طاعته في محبّة محمد وال محمد (عليهم السلام) وتحمّل في سبيلهم الأذى، وقد جعل معظم قصائده في مدح بني هاشم وذكر مصائب آل الرسول (عليهم السلام)، حتّى سمّيت قصائده (بالهاشميات).

أقوال الأئمة (عليهم السلام) فيه:

أتى أبا جعفرٍ الباقرَ (عليه السلام) يوماً، فأَذن له ليلاً وأنشدهُ، فَلمّا بلغَ منَ الميمِيَّةِ قولَهُ:

وقَتيلٍ بِالطَّفِّ غَودِرَ مِنهُم            بَينَ غَوغاءِ اُمَّةٍ وطَغامِ

بكى أبو جعفر (عليه السلام)، ثم قال: يا كميت لو كان عندنا مال لأعطيناك، ولكن لك ما قال رسولُ الله (صلى الله عليه وآله) لحسان بن ثابت: «لا زِلتَ مُؤَيَّداً بِرُوحِ القُدُسِ ما ذَبَبتَ عَنّا أَهلَ البَيْتِ»[1].

ورُوي أنّ أبا عبد الله الصادق (عليه السلام) لما أنشده الكميت أبياتاً رفع يديه وقال: «اللّهُمَّ اغفِر لِلكُمَيتِ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِهِ وما تَأَخَّرَ».

أثر شعر الكميت في تثبيت أحقيّة مذهب التشيّع:

الكميت هو أوّل من احتجّ في شعره على المذهب بالحجج القوية الكثيرة، حتّى زعم الجاحظ أنه أوّل من دلّ الشيعة على طرق الاحتجاج[2]، وقد بان ذلك في شعره:

وَمَـــالي إِلاّ آلُ أَحمــــدَ شِيــعةٌ          وَمَـالِيَ إِلاّ مشْعَبُ الحقِّ مشعبُ

وَمَنْ غَيْرُهُم أَرْضَى لنفسي شيعةً          وَمَنْ غَيْرُهُـمْ مِمَّن أَجلّ وَأَرْهبُ

أقوال الشُّعراء والمؤرخين بحقّه:

عدّه المرزباني في شعراء الشيعة، وقال إنه ابن أخت الفرزدق، وإنه لما أنشده القصيدة البائية المتقدِّمة قال: أصبتَ وأحسنتَ، ووددت لو أن هذا الشعر لي!

  وعن ابن عكرمة الضبي: أنه قال لولا شعر الكميت لم يكن للغة ترجمان، ولا للبيان لسان.

وقال معاذ بن مسلم الهراء لما سئل عن الكميت: قال ذاك أشعر الأولين والآخرين[3].

المصدر: مجلة اليقين العدد (58)، الصفحة (11).

 


[1] مروج الذهب، المسعودي: ج3 ص242.

[2] انظر: أعيان الشيعة، الأمين: ج١، ص١٦٩.

[3] انظر: المصدر السابق.