السيدة المعصومة (عليها السلام) فداها أبوها

رُوِيَ عَنِ الامام الصَّادِقِ (عليه السلام) أَنَّهُ قَالَ : (إِنَّ لِلهِ حَرَماً وَ هُوَ مَكَّةُ ، أَلَا إِنَّ لِرَسُولِ الِلهِ حَرَماً وَ هُوَ الْمَدِينَةُ ، أَلَا وَ إِنَّ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ حَرَماً وَ هُوَ الْكُوفَةُ ، أَلَا وَ إِنَّ قُمَّ الْكُوفَةُ الصَّغِيرَةُ ، أَلَا إِنَّ لِلْجَنَّةِ ثَمَانِيَةَ أَبْوَابٍ ثَلَاثَةٌ مِنْهَا إِلَى قُمَّ تُقْبَضُ فِيهَا امْرَأَةٌ مِنْ وُلْدِي اسْمُهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ مُوسَى ، وَ تُدْخَلُ بِشَفَاعَتِهَا شِيعَتِي الْجَنَّةَ بِأَجْمَعِهِمْ )[1].

سميت بالمعصومة لورعها وتقواها، عاشت هذه السيدة الجليلة وهي تكتسب الفضائل والمكارم، من إمامين معصومين، أبيها الإمام الكاظم (عليه السلام) وأخيها الإمام الرضا (عليه السلام)، وأمها «نجمة» تلك المرأة الصالحة المؤمنة التي اكتسبت الدين والأخلاق من الإمام الصادق (عليه السلام).

تلميذة هي المعصومة (عليها السلام)، كل يوم تزداد علماً وفضلاً من والدها وأخيها المعصومين (عليهم السلام) ومن امها تلك التقية النقية، حتى أشارت إليها الدنيا بالكرامة، وانتظرتها الآخرة لتزهر بها جنتها، ويطيب بها مقام المؤمنين، كيف وتلك العارفة شفيعتهم.

فداها أبوها

هكذا قال أبوها الإمام الكاظم (عليه السلام) في حقها، عندما أتى جمع من الشيعة إلى المدينة ليسألوه عن أمور دينهم، ولكنه (عليه السلام) كان مسافراً، ومعه ولده الإمام الرضا (عليه السلام)، فاغتم الجمع، لأنهم لم يجدوا حجة الله ليجيب مسائلهم، واضطروا للتفكير بالرجوع إلى بلدهم، وعندما رأت السيدة المعصومة (عليها السلام) حزن هؤلاء النفر أخذت منهم أسئلتهم التي كانت مكتوبة، وأجابت عليها، وعندئذ تبدل حزن الجماعة بفرح شديد ورجعوا ـ مع ظفرهم بجواب مسائلهم ـ إلى ديارهم راجحين مفلحين. ولكنهم في الطريق وفي خارج المدينة التقوا بالإمام الكاظم (عليه السلام) وحدثوه بما جرى عليهم، وبعد ما رأى الإمام (عليه السلام) جواب ابنته على تلك المسائل أثنى على ابنته بعبارة مختصرة قائلا: «فداها أبوها».

مجلة ولاء الشباب العدد (44)

 


[1] بحار الأنوار، الشيخ المجلسي: ج57، ص228.