الرغبة في زيادة المال والسلطة هي جزء من أحلام الكثير من الناس، وهي في نفسها رغبة مشروعة لا يكاد الإنسان يفارقها؛ بحكم رغبته في التطور الاجتماعي إلى مستوى ارفع من مستواه الحالي.
والأمر يختلف من شخص لآخر؛ ذلك أن كثيرا من الأشخاص قد يرغبون في المال وهم في عمر الشباب، ولا يكون عندهم هدف عقلاني سوى الرغبة في الغنى.
فإذا فكّر الإنسان الشاب في أهمية الحصول على المال ودوره في الحياة سيجد إن من المهم جدا أن يفهم الدور الحقيقي للمال والسلطة من خلال الغنى المالي.
وعندما نتأمل في النصوص نجد أن المال أمر محبوب جدا؛ لكن محبته مشروطة بالاستعمال الصحيح له في أماكنه المناسبة.
وكم حكى التاريخ عن تجارب مشرفة حظيت بالمال فكانت نماذج سامية في التعامل الإنساني، وعندما يفهم الإنسان في عمر مبكر كيف يمكن الاستفادة من المال بشكل صحيح، فان الرغبة في الحصول في المال ستكون هدفاً إنسانياً سامياً.
والشكر على هذه النعمة هو التصرف الملائم لمثل هذه الميزة وإن كانت قد تسببت هذه النعمة بخروج بعض الناس عن الجادة؛ لأنها جاءت في غير زمانها لهم، فيما استعملها آخرون في مرضاة الله تعالى، وقضاء حاجة العباد، ومساعدة الفقراء، وإقامة الصروح الإنسانية والعبادية من أجل رفع حالة التكافل الاجتماعي بين الناس، وكم يكون جميلاً لو أن الإنسان في عمر الشباب يجد طريقه بين الصفوف، ويسجل تاريخاً إنسانياً في مساعدة الآخرين فتكون رغبته في الغنى سبيلاً لخلاص الناس من آلامهم.