هو أقدم مساجد مدينة قم المقدسة بعد مسجد الإمام الحسن العسكري (عليه السلام).
تاريخ المسجد:
يقال إنّ تاريخ بنائه يرجع إلى القرن الثالث الهجري، وهناك من يرى أنّ تاريخه يعود إلى القرن السادس، إلّا أنّ الهيكل الأصلي للمسجد تم بناؤه في القرن السادس الهجري.
تعتبر قبة المسجد الشاهقة من أهم أجزاء المسجد، حيث تعد من أفخم وأهم القبب في إيران.
المسجد الجامع يقع في شارع آذر بالقرب من بوابة ري، وهو من المعالم التاريخية لهذه المدينة.
مساحة المسجد:
يقع جامع قم في وسط مدينة (قم) كما أشرنا لذلك بمساحة حوالي 6000 متر مربع، وقد تم بناؤه في عدة فترات مختلفة.
قام المهندس المعماري والمصمّم لهذا المبنى التاريخي بتخطيط عدة أجزاء له، بما في ذلك المدخل، والشرفة، والقبة، والصحن. ويبدو أن قبة المسجد بنيت قبل أجزاء أخرى من هذا المعلم التاريخي.
المرقد الطاهر:
مسجد قم يقع في حرم السيدة فاطمة المعصومة وهو القلب النابض لمدينة قم المقدسة، ومهوى الأفئدة، حيث في كل يوم من قبل طلوع الفجر وإلى ما بعد منتصف الليل في حركة دائبة مستمرة، والناس يغدون ويروحون بين متعبّد، وزائر، ومصلٍّ، وقارئ للقران، وطالب علم.
ويضمّ الحرم عدداً كبيراً من قبور العلماء والأولياء والصّالحين، دفن أصحابها بجوار فاطمة المعصومة، كما دفن في داخل الحرم عدد من العلويات وغيرهن، وكانت قبورهنّ متميزة تحت قبّتين، وأمّا اليوم فيضمهنّ ضريح واحد تحت قبّة واحدة، ولا يتميز من تلك القبور إلاّ مرقد المعصومة وقد وضع عليه صندوق خشبي.
نعم، كانت ولا زالت مدينة قم المقدّسة حاضنةً للتشيّع، ومنبعاً مهمّاً من منابع علوم أهل البيت (عليهم السلام)، فهي التي احتضنت العديد من سلالة أهل البيت (عليهم السلام)، وخرّجت العلماء والفقهاء على مرّ العصور، فنالت الفخر والعزّة، لا سيما أنّها قد حوت على قبر السيدة الجليلة فاطمة المعصومة (عليها السلام) بنت الإمام الكاظم (عليه السلام).
ورُويَ عن الشيخ إدريس بن عبداللَّه بن سعد الأشعري القمي ـ الذي كان من أجلّاء الثقات ومن عدول المحدّثين بقم ـ عن الإمام الصّادق (عليه السلام) أنّه قال: «إذا عمّت البلدان الفتن فعليكم بقم وحواليها ونواحيها؛ فإنّ البلاء مدفوع عنها»[1].
المصدر: بيوت المتقين (91) شهر ذي الحجة 1442هـ