كلّ عملٍ ثقافي يهدف إلى تحقيق غرض معيّن، يحققه عن طريق الجانب الفني والآليات التي يختارها المختصون الفنيون لتلائم الهدف المرسوم.
أما المتلقي في الوسائط المسموعة أو المرئية أو المقروءة، فهو سبب وجود وإنشاء أي مشروع ثقافي، وإلا يضيع الجهد والوقت والمال بلا ثمرة.
والجانب الإعلامي المتمثل في الأفلام والمسلسلات والبرامج الحوارية وغيرها - أحد الوسائط المهمّة في نشر أي ثقافة، حيث يتوقف تأثيرها على درجة إتقان الجانب الفني في طرح مفردات تلك الثقافة.
وكمٌّ كثيرٌ من الفضائيات تخاطب المرأة، تحت عنوان إسعادها ونجاحها، فتظهر المرأة فيها تارة ضعيفة محتاجة للرجل، وتارة هي جسد ووسيلة إعلانات، والثالثة هي كائن كالرجل تتقلّد مهامه الصعبة، وكل هذا بعيد عن المرأة في ظل الإسلام.
المرأة في الإسلام عنصر فعّال يقوم بمهمة التربية الصحيحة، والتي تعين الرجل، لا المخلوقة الضعيفة المنكسرة، المرأة مصنع الأجيال، ومصدر العطف والحنان، تأخذ بيد الجيل ليصنع المستقبل، بتصحيح الماضي، وإنتاج حياة مستقيمة، يرتقي بها المجتمع سلّم النجاح، هذا إذا أحسنت استعمال آليات النجاح الاجتماعي والتربوي.
ولا ننسى طموح المرأة في الحياة الآخرة، فتستطيع تنظيم طموحاتها الدنيوية حسب الظروف التي تحيط بها، وتأخذ بنظر الاعتبار الأهداف العليا التي تريد تحقيقها في الآخرة، وهي قادرة على ذلك كيف وهي المخاطبة بالتكاليف الشرعية، فمتى ما فهمت أحكام وتعاليم دينها، واستعملت مهاراتها، فإنها تفوز بالدنيا والآخرة.
وفي الواقع، هذه الحركة الإنسانية، تشمل الرجل كذلك، في ضرورة الاستفادة من تعاليم القرآن الكريم والاستفادة من برامج النجاح التي ذكرت في القرآن من القصص والمفاهيم والأمثال بالنسبة لحياة الأنبياء وغيرهم.
المصدر: مجلة ولاء الشباب العدد (30)