يحكى أنه كان هناك رجلاً يمكث طوال العام في صنع أقمشة لأشرعة المراكب والسفن الشراعية، وبيوم معين من العام يتوجه إلى أصحاب السفن والمراكب ليبيعهم ما صنعه من أشرعة، وهكذا كانت تجارته طوال العام.
وبإحدى السنوات سبقه إليهم رجل آخر فابتاعوا منه، وعندما ذهب ذلك الرجل وجد أنهم قد ابتاعوا من غيره، ضاع عمل السنة كاملا هباءا منثورا، كما ضاع منه رأس المال، جلس حزينا كسير الخاطر أمامه الأشرعة، ومع كل حزنه لم يسلم من استهزاء بعضهم ذوي القلوب المريض، فقال أحدهم: (اصنع منها سراويلا وقم بارتدائها).
قرر الرجل استعمال أزمته والخروج منها إلى نجاح آخر، فأعاد تدوير الأشرعة وصنع منها سراويلا، وقال: (من منكم يا أصحاب المراكب والسفن يريد سروالا قويا ومتينا ومناسبا لعملكم الشاق؟!).
وبالفعل تمكن من بيع كل السراويل التي بحوزته ولو كان المكسب حينها بسيطا؛ وفي العام الجديد نفذ فكرة جديدة ومطورة للغاية ولم يسبقه إليها أحد، أضاف للسراويل جيوبا وبعض التعديلات لتصبح أكثر تناسبا مع أعمال الصيادين وأصحاب السفن والمراكب.
كل منا يستطيع تجاوز أزمته والخروج منها أقوى من الأول، ولكن لا يمكننا الوقوف عند هذه الأزمة مكتوفي الأيدي، حينها فقط سنكون الخاسرين حقا!
المصدر: مجلة بيوت المتقين، العدد (81)، صفحة (30)