في يوم من الأيام دخل فتى صغير إلى محل تسوق وحاول الوصول إلى الهاتف ليجري مكالمة هاتفية ولكنه لم يستطع لقصر قامته فجذب صندوقا أسفل كابينة الهاتف ووقف الفتى فوق الصندوق حتى استطاع أن يصل بانامله الرقيقة إلى أزرار الهاتف وبدأ بالاتصال الهاتفي، فانتبه صاحب المحل على الفور للموقف وتعجب لرغبة طفل في مثل هذه السن من إجراء مكالمة هاتفية فإلى من سوف يتحدث وبدأ يشاهد الموقف ويستمع إلى المحادثة التي يجريها الفتى في صمت.
قال الفتى: سيدتي أيمكنني العمل لديك في حديقتك وأقوم بجميع أعمالها؟ أجابت السيدة:لدي من يقوم بهذا العمل شكرا لك.. قال الفتى: سأقوم بالعمل بنصف الاجرة التي يأخذها هذا الشخص، أجابت السيدة في ضيق بأنها راضية عن عمل ذلك الشخص وأنها لا تريد استبداله حتى لو بنصف الثمن.. أصرّ الفتى وأصبح أكثر إلحاحا وقال: سأنظف ممر المشاة والرصيف أمام منزلك وستكون حديقتك أجمل حدائق الحي، ومرة أخرى جاءت إجابة السيدة بالنفي، فتبسم الفتى واقفل الهاتف بهدوء.
تقدم صاحب المحل الذي كان يستمع كل ذلك إلى المحادثة وقد أعجبه إصرار الفتى وهمته العالية للعمل وعرض عليه العمل معه في المحل لأنه يحترم هذه المعنويات الايجابية فيه، فرد الفتى الصغير: لا شكرا إنني أعمل بالفعل لدى هذه السيدة ولكنني فقط كنت أتأكد من أدائي لعملي وأُجري مجرد تقييم ذاتي.
الخلاصة من القصة:-
* أفضل وسيلة للحفاظ على المكانة في العمل هي الاجتهاد والإخلاص في العمل.
* من الضروري جداً إجراء تقييم ذاتي بسيط بينك وبين نفسك لمعرفة مدى اجتهادك وإخلاصك في عملك.
* عدم الحكم على الأشياء من ظاهرها فقط.
* أحياناً نأخذ الحكمة والعبرة من حيث لا نتوقع أبدا.
المصدر: مجلة بيوت المتقين، العدد (32)، صفحة (26)