تعتبر مرحلة المراهقة من أخطر مراحل العمر لدى الذكور والإناث على حدٍّ سواء؛ لأنها مرحلة برزخية بين مرحلة الطفولة ومرحلة الرشد، تَعْبرُ من خلالها الفتاة إلى مرحلة النضج والرشد، فتكون امرأةً سويةً.
وطيلة فترة المراهقة تحدث هنالك جملةٌ من التغيّرات النفسية والجسدية (بايولوجية)، بسبب الإفرازات الهرمونية المتعدّدة الملازمة لتلك المرحلة، مما يتسبّب ذلك بتغيّر جمال الوجه مثلاً أو خشونة الصوت أو غير ذلك من الصفات.
وتغيُّر تلك الصفات الجسمانية وإن كانت مشكلة بحدِّ ذاتها لدى المراهقين، إلا أن المشاكل النفسية تفوق تلك المشاكل الجسدية، ويمكننا وضع اليد على بعض تلك المشاكل النفسية، بغية وضع الحلول المناسبة لها، وهي:
1- رغبة المراهقة في التحرّر عن القيود الأسرية، وإعلان الاستقلال التام عن كل ما يصدر عن أسرتها، لأنها تتصور أنها وصلت إلى مرحلة النضج والتكامل، ولا حاجة إلى والديها، وفي الحقيقة إن هذه المشكلة تورث العديد من المشاكل، كالعناد، والاكتئاب، والرغبة في الانطواء والعزلة، والابتعاد عن الحياة الاجتماعية.
2- التأثر غير الواعي بصديقاتِ السوء في المدرسة أو في الحياة العامة، فتقوم الفتاة المراهقة بتقليد صديقتها بكل شيء، كتكوين العلاقات المحرمة بينهن وبين الشباب، مما يتسبب ذلك بالتأثير سلباً على حياة الفتاة العلمية والأخلاقية، وبالتالي ضياعها في أزمات لا داعي لها.
3- لجوء المراهقة إلى قضاء أكثر الأوقات في مواقع التواصل الاجتماعي، والسهر ليلاً إلى ساعات متأخرة، مما يرتدّ ذلك سلباً على حياتها.
4- حصول اضطراب في النظام الغذائي لدى المراهقة، فتزداد كمية الطعام المتناولة لدى بعضهن، وتنقص عند البعض الآخر.
5- تفاقم حالات الانفعال والتأثّر، كازدياد العصبية، وفوران النفس على أبسط المشاكل التي تواجهها المراهقة في تلك الفترة الحساسة.
وهذه المشاكل التي عرضناها أمامكم يمكن التخلّص منها من خلال ثقافة نفس المراهقة بكيفية مواجهة تلك المرحلة الحسّاسة، إضافة إلى ثقافة الوالدين بمتطلبات أولادهم المراهقين، وما يحتاجون إليه من رعاية خاصة بتلك المرحلة، حتى تتعدّى تلك المرحلة المهمة بنجاح وسلامة إن شاء الله تعالى.
المصدر: مجلة ولاء الشباب العدد (38)