يعد (مسجد بيرون) (منزل الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام)) أحد مساجد مدينة (ابركوه) التاريخية.
تاريخ البناء:
بُنيَّ هذا المسجد على مسير حركة الإمام الرضا (عليه السلام) من المدينة إلى مرو (مدينة مشهد المقدسة) في سنة 816 م و201هـ.
مساحة وبناء المسجد:
يضم هذا المسجد إيوانين مع ساحة مركزية، والإيوان الغربي مفتوح على القبة الداخلية، وتبلغ سماكة جدران المسجد أكثر من 1 متر و70 سم، ويوجد مدخل للمسجد من الجهة الشمالية الذي يفتح عن طريق غرفة نحو الإيوان الغربي، بالإضافة إلى ذلك يوجد معبران آخران أحدهما من الشرق إلى داخل الساحة والآخر من الغرب عن طريق ممر إلى القبة.
ويوجد نقش من القيشاني بثلاثة أشكال للخط بعرض قدره 65 سم وباللونين الأبيض والأسود على الجهة الإمامية لباب الدخول للمسجد، يمكن الحصول منها على الكثير من المعلومات التاريخية.
وأنواع الخطوط الموجودة هي من خطوط النقوش المستخدمة في العصر التيموري في القرن التاسع للهجرة والقرن الخامس عشر الميلادي، ويوجد مثل هذا النوع من الخطوط في نقوش مسجد (غوهرشاد) الذي أنشا في عام 821هـ و1418م، وأيضاً في منارة (مصلى هرات) التي انشأت بين عامي 820-821هـ و1437-1438م.
كذلك مسجد جامع (ابركوه) من المساجد التاريخية المهمة في مدينة (ابركوه)ومحافظة يزد ويرتبط تاريخه بالتاريخ القديم لهذه المدينة.
يعتبر مسجد جامع (ابركوه) من المساجد القديمة والباقية من العهد السلجوقي، ومن المعالم المميزة بشكل كبير في ابركوه، ويحتوي على حجرتين خلف الإيوان الشمالي والإيوان الجنوبي والسرداب بأبعاد (10 ×10) داخل صحن المسجد.
ويعد المحراب الجبصيني النفيس الموجود في الإيوان الشرقي للمسجد، والذي يعتبر أحد المحاريب الخمسة الموجودة فيه، من الآثار الباقية من تلك الحقبة، ويعود تاريخ بناء هذا المحراب إلى عام 738 هجري ويبلغ عرضة أربعة أمتار و24 سم.
ويحتوي المسجد أيضاً على أربعة محاريب أخرى ثلاثة منها من المرمر والحجر الجيري والآخر مصنوع من القيشاني البسيط، ويحتوي المحراب الحجري الأساسي في المسجد على عمودين مزخرفين من المرمر.
فائدة عامة:
لا تنسَ حقّ الجوار: جيران المساجد أولى الناس بإحيائها وزيارتها، وقد حدّدت الروايات من يكون جار المسجد، بأنّ كلّ أربعين داراً من كلّ جوانب المسجد الأربعة هي جيرانه، فعن الإمام الصادق (عليه السلام) عن أبيه عن آبائه (عليهم السلام) قال: «قال أمير المؤمنين (عليه السلام) حريم المسجد أربعون ذراعاً، والجوار أربعون داراً من أربعة جوانبه». وسائل الشيعة الحرّ العامليّ: ج 5، ص202.
وعليه فإنّ جار المسجد لا تكتمل صلاته ولا تصل إلى مقام القبول إلّا إذا كانت في المسجد؛ لأنّ الصلاة فيه أكمل وأرقى وثوابها أعظم من الصلاة في المنزل، وقد جاء عن أبي عبد الله (عليه السلام): قال: «شكت المساجد إلى الله تعالى الذين لا يشهدونها من جيرانها، فأوحى الله إليها وعزّتي وجلالي لا قبلت لهم صلاة واحدة، ولا أظهرت لهم في الناس عدالة، ولا نالتهم رحمتي، ولا جاوروني في جنّتي»[1].
المصدر: بيوت المتقين (83) شهر ربيع الآخر 1442هـ