ما المقصود بالفساد الأخلاقي؟
يُقصد بفساد الأخلاق البعد عن القيم والمبادئ القويمة التي تخص المجتمع وكذلك القيم الدينية، وبشكل عام فإن الفطرة تميل إلى الأخلاق الحميدة إلا أنه في الآونة الأخيرة طغی بشكل كبير التعامل بما يخالف الفطرة السليمة فيها يخص الأخلاق، وهو ما يؤثر على المجتمع.
أسباب الفساد الأخلاقي:
- التربية السيئة البعيدة عن الإسلام، فإذا قمت بتربية طفلك من صغره بعيدا عن تعاليمه والمبادئ التي يدعوا إليها الدين فلا تنتظر منه شخصاً صالحاً سوياً، وإنها ستجد إنساناً مشوهاً بعيداً عن أي قيم ومبادئ وأخلاق.
عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: «أدبوا أولادكم على ثلاث خصال: حب نبيكم، وحب أهل بيته، وقراءة القرآن»[1].
غياب القدوة الحسنة:
القدوة من أهم وسائل التربية والتعليم؛ لذا غياب القدوة الحسنة ووجود قدوة سيئة يساعد على إيجاد شخص فاسد أخلاقياً، فالأخلاق تتم تنميتها وغرسها منذ الصغر وإذا وجدت قدوة سيئة سيقوم بتقليدها وتتغلغل فيه تلك الصفات والأخلاقيات وتكبر وتنمو معه.
- الثواب والعقاب من الوسائل الهامة التي يجب أن تلتزم بها الأسر بين أبنائها فمن أمِن العقوبة أساء الأدب، وإذا كان يعرف بأن من يسيئ يعاقب، ومن يفعل حسناً يكافأ، فسيلتزم بذلك، ويتعود على الإقدام على الأفعال الجيدة وتزرع به الأخلاق.
- غياب التواصل بين أفراد الأسرة الواحدة فقد أصبحت الكثير من المنازل أفرادها مثل جزر مستقلة داخل نفس محيط المنزل، فلا يعرف كل فرد عن الآخر شيء وهذا يهدد الأبناء، فهذا البعد أو الانفصال لن يجعل للأهل الفرصة لمتابعة الأبناء وتقديم النصح والإرشاد مما ينتج فرد غير متزن أخلاقياً أحياناً.
- التعليم والمناهج التعليمية فمن المعروف أن التربية يقوم بها طرفين أساسيين الطرف الأول هو الأسرة وهو يمثل الطرف الأكبر غالباً، إلا أن هناك طرف آخر وهو المؤسسة التعليمة وما تقدمه من مناهج، والتي يجب أن تحتوي وتتضمن تعليمه وحثه على التمسك بالأخلاق القويمة والحسنة.
مظاهر الفساد الأخلاقي في المجتمع:
تستطيع الآن بسهولة رصد مظاهر الفساد الأخلاقي في المجتمع والتي منها:
- عُري المرأة، وهو واحد من أبرز مظاهر الفساد الأخلاقي في المجتمع، والذي لم يقتصر على مجرد التعري لنساء معينة وإنما ظهرت الدعوات الجماعية والتي تشجع على التعري واعتبار ستر المرأة لنفسها نوعاً أو ضرباً من ضروب التخلف التي يجب التخلص منها، وكذلك التبرج والتزين بمساحيق التجميل.
- الربا وانتشاره بل وتقنينه بقوانين، ولكنها تنتشر تحت مسمى جديد وهو الفائدة.
- انتشار الكذب والغش والخداع بشكل كبير ودون حياء أو إحساس بما يقوموا به من خلق ذميم، وانتشار ظاهرة من أسوء ما يمكن وهي ظهور ما يعرف بأولاد الشوارع وهم في الغالب أبناء أسر متفككة.
- القول الفاحش: هناك قضية أضحت موجودة اليوم في واقعنا، فأينما توجهت، تری من يمارس العنف اللفظي، والسباب وکیل الشتائم.
وليس العنف بحيزه اللفظي مقتصراً على العلاقة بين الناس وبعض الجيران والأصحاب، وحتى الأرحام في العالم الواقعي، بل برز بقوة في العالم الافتراضي، وما ينشر في فضائه من سباب وشتائم وخروج عن الحد المألوف من القول، وصولاً إلى التعنيف الشديد. عن الإمام الكاظم (عليه السلام) قال: «ما تساب اثنان إلّا انحط الأعلى إلى مرتبة الأسفل»[2].
وعن أبي جعفر (عليه السلام): «ما من إنسان يطعن في عين مؤمن إلا مات بشر ميتة»[3].
علاج الفساد الأخلاقي:
العلاج الأول والأساسي وربما الوحيد هو العودة إلى الدين وإعادة تربية الأبناء وفقاً لمبادئ الدين الإسلامي الحنيف، فقد قال النبي (صلى الله عليه وآله) : «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»[4]، فجميع الأديان تدعو وتنمي الأخلاق بشكل عام والدين الإسلامي بشكل خاص، فالعودة إليه كفيله بالقضاء على أغلب الأمراض المجتمعية وعلى رأسها الفساد الأخلاقي.