(عيد الغدير)، عيد الإسلام المحمدي الأصيل؛ إذ كانت المحطّة الفاصلة في مسيرة البشريّة والإسلام، لناحية إتمام النّعمة والدِّين بولاية سيّدنا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(عليه السلام).. يقول الله تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِيناً).
بل نحن بحاجّة ماسّة إلى التعامل مع هذه المناسبة بكلّ وعي، نعكف على تأمّل ما فيها من دلالات ودروس تُعيد تجميع قوانا على كلّ خير وفضيلة، وتنزع من واقعنا كلّ فرصة لإثارة الفتنة والحساسيّات المذهبيّة والفئويّة؛ لأنّ عليّاً عاش للإسلام كلّه، وكان إمام المسلمين والإنسانية جمعاء.
وعيد الغدير بما أنّه عيد الولاية للإسلام كلّه في إخلاصنا له، لا بدَّ من أن نعيش هذا النّفَس الإسلاميّ الرسالي، لنحمي الإسلام من كلّ ما يؤذيه، وما يحاول البعض إثارته من هنا وهناك، لأنّ عليّاً قضى عمره الشّريف حامياً للإسلام، ومدافعاً عن مسيرته بكلّ ما أوتي، فعاش طهارة الموقف وطهارة الفكر والشّعور، في انسجامٍ كامل وتامّ مع إرادة الله وتعاليمه.
أن نفرح بعيد الغدير، معناه الفرح الرسالي بكلّ ما في إسلامنا من عناوين ومعانٍ تدفعنا إلى إحقاق الحقّ وإبطال الباطل، والارتفاع بالحياة إلى مستوى يريده الله لنا في عزّةٍ وكرامةٍ وحريّةٍ.
أن نعيش معنى عيد الغدير، أن نعيش الهداية التي نسير عليها في الملمّات، والتي سار عليها عليّ(عليه السلام) وآل بيته من الأئمّة الأطهار، وأن نتولّى عليّاً، معناه أن نتولى الإسلام في روح شرائعه ومفاهيمه، في خدمتها للإنسان والمجتمع والحياة.
في هذا العيد المبارك، نشكر الله تعالى على هدايته لنا، ونعمته الكبرى علينا بولاية عليّ(عليه السلام) والأئمّة من أهل بيته(عليهم السلام)، هذه النّعمة التي تضفي علينا مزيداً من البركة والخير والتبصّر، وتحمّلنا مزيداً من المسؤوليّة في كلّ الأحوال والظّروف والأوضاع...
مجلة ولاء الشباب العدد (64)