الإسماعيلية إحدى فرق الشيعة وثاني أكبرها بعد الاثنى عشرية، وهما يشتركان في مفهوم الإمامة، إلا أن الانشقاق وقع بينهم وبين باقي الشيعة بعد موت الإمام السادس جعفر الصادق (عليه السلام)؛
إذ رأى فريق من جمهور الشيعة أن الإمامة في ابنه الأكبر إسماعيل، بينما رأى فريق أخر أن الإمام هو أخوه موسى الكاظم (عليه السلام)؛ لثبوت موت إسماعيل في حياة أبيه وشهادة الناس بذلك.
ويميل التيار الإسماعيلي إلى الجانب العرفاني والصوفي الذي يركز على طبيعة الله والخلق وجهاد النفس بالإضافة الى التمسك بجميع ما ورد في الشريعة الإسلامية من صلاة وحج وصوم وغيرها، وفيه يجسد إمامُ الزمان الحقيقةَ المطلقة، بينما يركز التيار الاثنا عشري الأكثرُ حَرفِيةً على الشريعة وعلى سنن الرسول محمد والأئمة الاثني عشر من آل بيته (عليهم السلام) باعتبارهم منارات إلى سبيل الله.
والإسماعيلية يتفقون مع عموم المسلمين في وحدانية الله ونبوة محمد (صلى الله عليه وآله)، ونزول القرآن المُوحى، وإن كانوا يختلفون معهم في أن القرآن يحمل تأويلا باطنا غير تأويله الظاهر، لذلك نعتهم مناوؤوهم من السنة وكذلك بعض من الشيعة الاثني عشرية بالباطنية، و بالرغم من وجود أفرع للمذهب الإسماعيلي إلا إن إطلاق اسم الإسماعيلية يراد منه النزارية، وعقيدة الإسماعيلية وإيمانهم في أن القرآن الكريم بظواهره وبواطنه مصدر التشريع الإلهي الوحيد والذي يعتبر الخارج عنه كافراً ومرتداً عن الإسلام، وكذلك في البعث يوم القيامة الذي يتم فيه محاسبة البشرية على أخطائها ومعاصيها وجرائمها، ومعتقدهم في الإمامة ينطلق من الأمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، ولا يتوقف عند الإسماعليين بل يعتبرون أن هناك إماما لكل زمان وعصر، وهذا الإمام تتوافر فيه مواصفات العدل والزهد والشجاعة والحكمة والصدق؛ ولذلك تجب طاعته في كل أوامره، ووجود صلة الوصل بين أهل العلم والإمام والذي يمرر المعلومات السرية إليهم ويعدّ العقل عند الطائفة الإسماعيلية هو عامل التشريع الدنيوي الأساسي، وفي حال تعارض نص حديث نبوي أو آية قرآنية مع مقتضيات العصر وتحدياته الطارئة وجب التعديل ضمن ما يلائم المصالح الطارئة للمجتمع، مع عدم المساس بالجوهر التشريعي للنص القرآني أو الحديث النبوي، وللولاية عندهم مفهوم سياسي وقيادي كالملك والسلطان، فتجب طاعة الوالي أو الأمام ما دام على حق، والثورة عليه وخلعه إن كان ظالماً أو معتدياً أو متخاذلاً، فذلك بالإجمال مفهوم الإسماعلية.
المصدر: مجلة اليقين العدد (5)