الإيزيديون

  اليزيديونَ أو الإِيزيديون: هم مجموعة عرقية دينية يتمركز ثقلها في العراق وسوريا.

  ويقال ان الاسم مأخوذ من اللفظ الفارسي (إيزيد) الذي يعني الملاك أو المعبود، فبالتالي تعني كلمة الإيزيديين عند أتباع هذه الديانة (عبدة الله).

ويطلق الإيزيديون على أنفسهم لقب (داسين)، وهي كلمة مأخوذة من اسم أبرشية.

  يتبع الإيزيديون الكنيسة المسيحية الشرقية القديمة، لكن الصحيح والذي لا شك فيه هو أنّ اسم اليزيدية عُرِف وانتشر قبل القرن السادس للهجرة كما ذكر السمعاني في كتابه الأنساب.

  ويرى بعض الباحثين أن اسم الإيزيديين جاء من اسم يزيد بن معاوية، وذلك لاعتقاد الإيزيديين أن يزيدَ بن معاوية يجسد روح الشخصية المقدّسة (سلطان إيزي).

  بينما يرى آخرون إلى أن كلمة (إيزيدية) مشتقة من (يزاتا) الفارسية القديمة، بمعنى (الُمقدّس) أو (يزدان) أي: الله، لأن معتقدات هذه الطائفة منحدرة من ديانات فارسية قديمة مثل الزرادشتية والمانوية.

  وجاء في كتاب الملل والنحل أن (اليزيدية) هم فرقة من الإباضية، وهم أتباع رجل اسمه يزيد بن أبي أنيسة، كان بالبصرة ثم انتقل إلى أرض فارس، وكان من زعمه أن الله سيبعث رسولاً من العجم، وينزل عليه كتابٌ جملةً واحدةً، ينسخ به الشريعة الإسلامية، ويكون على ملة الصابئة المذكورة في القرآن.

  ويرى بعض الباحثين أن الديانة الإيزيدية هي ديانة منشقة ومنحرفة عن الإسلام، ويرى آخرون أن الديانة هي خليط من عدّة ديانات قديمة مثل الزردشتية والمانوية أو امتداد للديانة الميثرائية.

  ويرى بعض المؤرخين أن سبب تسمية الإيزيديين بعبدة الشيطان أساسها رفضهم الجمع بين حرفي الشين والطاء، وتشاؤمهم من أيِّ لعنٍ، بما فيه لعن إبليس؛ لأنه لم يسجد لآدم، فإنه بذلك ـ في نظرهم ـ يعتبر الموحِّد الأول الذي لم ينس وصية الرب بعدم السجود لغيره في حين نسيها الملائكة فسجدوا، وإن أمر السجود لآدم كان مجرد اختبار، وقد نجح إبليس في هذا الاختبار فهو بذلك أول الموحدين.

  وهذا الكلام مردودٌ ومنقوضٌ بداهة، وذلك لأن أمر الله تعالى بالسجود لآدم هو متأخر وناسخ للمنع الأول وهو عدم السجود لغير الله جلا وعلا.

  ويعيش أغلب الإيزيديين قرب الموصل في منطقة جبال سنجار في العراق، وبعضهم يعيش في تركيا، وسوريا، وألمانيا، وجورجيا وأرمينيا، وينتمون عرقياً إلى أصل كردي ذي جذور هندوأوروبية.

  يتأثر الإيزيديون بمحيط فسيفسائي متكون من ثقافات عربية وسريانية، كما يتضح ذلك من ملابس رجالهم ونسائهم.

  ويرى الإيزيديون أن شعبهم ودينهم قد وُجدوا منذ وجود آدم وحواء على الأرض، وأن ديانتهم قد انبثقت عن الديانة البابلية القديمة في بلاد ما بين النهرين.

    والشخصيات البارزة والأساسية في الديانة الإيزيدية هي عدي بن مسافر وهو الشخصية المحورية في الديانة الإيزيدية، فيتناولون اسمه بعظيم التبجيل والاحترام، ويعدون قبره أكثر المناطق تقديساً على وجه الأرض، حيث يعتبرونه مجدِّد الديانة الإيزيدية، وفي الميثولوجيا الإيزيدية هو (طاووس ملك) أي: عظيم الملائكة، وقد خلق منه ملائكة سبعة، وقد قال واصفاً نفسه ـ عدي بن مسافر ـ كنت حاضراً عندما كان أدم يعيش في الجنة، وكذلك عندما ألقى النمرود إبراهيم في النار، وكنت حاضراً عندما قال لي الله أنت الحاكم وأنت إله الأرض.  

  ويتكلم الإيزيديون اللغة الكرمانجية ـ إحدى اللهجات الكردية ـ والعربية، خصوصاً إيزيدية العراق وسوريا، وهي اللغة الرسمية حالياً في جميع صلواتهم وأدعيتهم وطقوس دينهم، لكن كتبهم الدينية القديمة فكانت مكتوبة باللغة السريانية.

  وأما بالنسبة لقبلتهم ومركزهم الديني الأساسي فهي (لالش)، حيث الضريح المقدّس لعدي بن مسافر بشمال العراق.

  يواجهون الشمس في صلواتهم، ويؤمنون بتناسخ الأرواح وبسبع ملائكة كما تقدّم، وتعتبر عين زمزم من الأماكن المقدّسة لديهم، ويصوم اليزيديون أربعين يوماً في السنة بداية من شهر كانون الثاني.

  والديانة الإيزيدية غير تبشيرية، فلا يرحبون بأي شخص من الديانات الأخرى، فهي قومية وديانة مستقلة ومنطوية على نفسها.

  وتعرّض الإيزيديون عبر التاريخ إلى حملات إبادة شُنّت ضدهم لأسباب مختلفة، آخرها كان من تنظيم داعش تمثلت بالقتل والسبي والتهجير، فصار الانزواء عن العالم والتقوقع الاجتماعي والخوف من الغرباء سمة أساسية لهم، لكن هذا لا يمنع من دخول بعض الأشخاص كممثلين عنهم في الحياة السياسية.

المصادر:

اليزيدية بقايا دين قديم، جورج حبيب:ص25

حضارة وادي الرافدين، هاري ساكز:ص309

وفيات الاعيان، ابن خلكان : ج3،ص254

القومية الايزيدية، امين جيجو: ص49

المصدر: مجلة اليقين العدد (44)