أمير المؤمنين (عليه السلام) وأرض فدك

س: لماذا لم يرجع الإمام عليّ (عليه السلام) أرض فدك حينما تولى الخلافة؟

الجواب: لم يرجع الإمام علي(عليه السلام) فدكاً لأسباب ذكرها الشيخ الصدوق في كتابه الخصال، وهي:

الأول: لم يرجعها لكون الغاصب والمغصوب قد وفدا على ربِّ عدلٍ حكمٍ، فيأخذ الحق ممَّن غصبه ويجازي المغصوب، فَكَرِه الإمام(عليه السلام) أن يسترجع شيئاً قد عاقب الله عليه غاصبه، وأثاب عليه المغصوبة، وإلى هذا السبب أشار إمامنا الصادق(عليه السلام)، فعن أبي بصير، «قلت له: لِمَ لمْ يأخذ أمير المؤمنين(عليه السلام) فدكاً لمّا ولي الناس، ولأيّ علّة تركها؟ فقال: لأنّ الظّالم والمظلومة قد كانا قَدِما على الله (عزّ وجلّ)، وأثاب الله المظلومة وعاقب الظالم، فَكَرِه أن يسترجع شيئاً قد عاقب الله عليه غاصبه وأثاب عليه المغصوبة»[1].

الثاني: هو الاقتداء برسول الله(صلى الله عليه وآله)، فعن إبراهيم الكرخي قال: «سألت أبا عبد الله(عليه السلام)، فقلت له: لأيّ علّة ترك أمير المؤمنين(عليه السلام) فدكا لمّا ولي الناس؟ فقال: للاقتداء برسول الله(صلى الله عليه وآله) لمّا فتح مكة، وقد باع عقيل بن أبي طالب داره، فقيل له: يا رسول الله أَلا ترجع إلى دارك؟ فقال(صلى الله عليه وآله): وهل ترك عقيل لنا داراً، إنّا أهل بيت لا نسترجع شيئاً يؤخذ منّا ظلماً، فلذلك لم يسترجع فدكاً لمّا ولي»[2].

الثالث: ذكر الشيخ الصدوق سبباً آخر كجواب ثالث، فعن علي بن الحسن بن فضّال، عن أبيه، عن الإمام الكاظم(عليه السلام) قال: «سألته عن أمير المؤمنين(عليه السلام): لمَ لمْ يسترجع فدكاً لمّا ولي الناس؟ فقال: لأنّا أهل بيت لا نأخذ حقوقنا ممّن ظلمنا إلّا هو (يعني إلّا الله)، ونحن أولياء المؤمنين، إنّما نحكم لهم، ونأخذ حقوقهم ممّن ظلمهم، ولا نأخذ لأنفسنا»[3].

مجلة اليقين العدد (65)


[1] علل الشرائع، الصدوق: ج1، ص154.

[2] المصدر السابق: ص155.

[3] المصدر السابق: ص155.