أسامة بن زيد

من النجوم التي لمعت في سماء العقيدة والإيمان والصحبة الخيرة والطيبة لرسول الله (صلى الله عليه وآله) هو الصحابي الجليل (أُسامة بن زيد)، وهو من الصحابة المخلصين الذين آمنوا برسول الله (صلى الله عليه وآله)، وصدقوا برسالته والنور الذي بين يديه، عرف بمواقفه الشجاعة، وعرف بطاعته وتسليمه لرسول الله أيام حياته (صلى الله عليه وآله)، وتميّز من بين الصحابة بموقفه المعروف تاريخياً، وذلك عندما أرسله رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالسرية المعروفة(بسرية جيش أُسامة) في الأيام الأخيرة من حياته (صلى الله عليه وآله)، فبعد عودته (صلى الله عليه وآله) من حجّة الوداع بادر إلى إعداد جيش لقتال الروم في البلقاء (منطقة في الأردن)بقيادة أُسامة ذي العشرين سنة، وكان النبي (صلى الله عليه وآله) -كما ذكر الواقدي في مغازيه (ج 3، ص 1118)- قد دعا إلى هذه الحرب أهم الشخصيات من المهاجرين والأنصار كأبي بكر وعمر سعد بن أبي وقاص عبد الرحمن بن عوف وأبي عبيدة وغيرهم، وأمرهم أن يكونوا تحت قيادة أُسامة بن زيد، وهذا التنصيب النبوي لأُسامة يدل على قوة شخصية ذلك الصحابي وشجاعته، وإلا ما كان ليؤمره على شخصيات معروفة.

هاجر مع أبويه في جملة من هاجر إلى المدينة المنورة، وهو ينحدر من قبيلة بني كلب بن قضاعة، أبوه (زيد) من أوائل الصحابة الكرام، كان مولى للنبي (صلى الله عليه وآله) فأعتقه، استشهد في معركة مؤتة، وأما أمه (أم أيمن) فكانت جارية لرسول الله وحاضنة له (صلى الله عليه وآله)، أعتقها (صلى الله عليه وآله) أيضاً.

لم يُسجّل عليه في حياة النبي (صلى الله عليه وآله) أي موقف مخالف لله (صلى الله عليه وآله) ولا لنبي الله (صلى الله عليه وآله)، حتى جاءت لحظات رحيل النبي (صلى الله عليه وآله) عن عالم الدنيا، وما حدث بعد رحيله (صلى الله عليه وآله) من انعطاف الرسالة عن أهلها، واختيار أبي بكر في السقيفة، ثم استلام الخلافة من قبل الثاني والثالث، حتى وصل الدور إلى خلافة أمير المؤمنين (عليه السلام)، وهنا يأتي السؤال المهم:

  هل كان أُسامة بن زيد في بيعة أمير المؤمنين (عليه السلام) ومات على طاعته وطاعة أولاده الحسن والحسين (عليهما السلام)؟

الجواب:(كان موقف أسامة متصفّاً بالتذبذب بالنسبة للإمام عليٍّ (عليه السلام)، بل كان منحرفاً عن عليٍّ (عليه السلام)، حيث لم يبايعه ولم يشترك معه في أيٍّ من حروبه، ولم يُعْطه عليٌّ (عليه السلام) من العطاء، وقال (عليه السلام) عندما طالب أسامة العطاءَ:(هَذَا المَالُ لِمَنْ جَاهَدَ عَليْهِ)،ومع هذا يمكن القول:إنه لم يكن موقفه موافقاً لمعاوية) مركز الأبحاث العقائدية بتصرف.

المصدر: مجلة اليقين العدد (45)، الصفحة (11).