رُوِيَ أَنَّ الله تَعَالَى أَوْحَى إِلَى نَبِيٍّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ فِي الزَّمَنِ الْأَوَّلِ أَنَّ لِرَجُلٍ مِنْ أُمَّتِهِ ثَلَاثَ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٍ، فَأَخْبَرَ ذَلِكَ الرَّجُلَ بِهِ فَانْصَرَفَ مِنْ عِنْدِهِ إِلَى بَيْتِهِ وَأَخْبَرَ زَوْجَتَهُ بِذَلِكَ، فَأَلَحَّتْ عَلَيْهِ أَنْ يَجْعَلَ دَعْوَةً لَهَا فَرَضِيَ.
فَقَالَتْ: سَلِ الله أَنْ يَجْعَلَنِي أَجْمَلَ نِسَاءِ ذَاكَ الزَّمَانِ؟
فَدَعَا الرَّجُلُ فَصَارَتْ كَذَلِكَ.
ثُمَّ إِنَّهَا لَمَّا رَأَتْ رَغْبَةَ الْمُلُوكِ وَالشُّبَّانِ [الْمُتَنَعِّمِينَ] فِيهَا مُتَوَفِّرَةً زَهِدَتْ فِي زَوْجِهَا [الشَّيْخِ الْفَقِيرِ] وَجَعَلَتْ تُغَالِظُهُ وَتُخَاشِنُهُ وَهُوَ يُدَارِيهَا وَلَايَكَادُ يُطِيقُ نُشُوزَهَا.
فَدَعَا الله أَنْ يَجْعَلَهَا كَلْبَةً فَصَارَتْ كَذَلِكَ.
ثُمَّ اجْتَمَعَ أَوْلَادُهُمَا يَقُولُونَ يَا أَبَتِ إِنَّ النَّاسَ يُعَيِّرُونَ بِنَا أَنَّ أُمَّنَا كَلْبَةٌ نَابِحَةٌ وَجَعَلُوا يَبْكُونَ وَيَسْأَلُونَهُ أَنْ يَدْعُوَ الله أَنْ يَجْعَلَهَا كَمَا كَانَتْ؟
فَدَعَا الله تَعَالَى فَصَيَّرَهَا مِثْلَ الَّذِي كَانَتْ فِي الْحَالَةِ الْأُولَى، فَذَهَبَتِ الدَّعَوَاتُ الثَّلَاثُ ضَيَاعاً[1].