سؤال: ما المراد بالبداء عند الشيعة؟
الجواب: البداء في اللغة: معناه الظهور بعد الخفاء[1].
وأمّا في الاصطلاح: «هو الأمر بالفعل الواحد بعد النهي عنه، أو النهي عنه بعد الأمر به مع اتحاد الوقت والوجه والأمر والمأمور»[2].
بعد بيان معنى البداء في اللغة والاصطلاح ننتقل إلى ما المراد منه عند مدرسة أهل البيت(عليهم السلام)، فالمراد منه هو أنّ الله سبحانه يقدّر لعبده تقديراً طبقاً لمقتضى معين، ثمّ يبدل الله تقديره طبقاً لمقتضٍى جديد يظهر في العبد نتيجة عمل معين يقوم به، مع علمه السابق في كلا الأمرين والحالين، مثل: زيادة العمر بسبب بر الوالدين ودفع البلاء، وهذا ما أشار إليه الإمام الصادق(عليه السلام)، في تفسير قوله تعالى: «(يَمْحُوا الله مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ) فكلّ أمر يريده الله فهو في علمه قبل أن يصنعه ليس شيء يبدو له إلّا وقد كان في علمه، إنّ الله لا يبدو له من جهل»[3].
وقال(عليه السلام) أيضاً: «مَن زعم أنّ الله (عزّ وجلّ) يبدو له في شيء لم يعلمه أمس فابرؤا منه»[4].
وقال الشيخ الطوسي: إنّ للبداء شروطاً أربعة هي: «أحدها أن يكون المأمور به هو المنهي عنه بعينه، وثانيها أن يكون الوجه واحداً، وثالثها أن يكون الوقت واحداً، ورابعها أن يكون المكلّف واحداً»[5].
إذاً: بعد هذا العرض يتبيّن أنّ للبداء معنى هو جائز بالنسبة للبشر دون انطباقه على الذات المقدسة (الله تعالى)، وتوضيح ذلك: يجوز على الإنسان أن يأمر بشيء، ثمّ بعد ذلك ينهى عنه؛ بسبب جهله بالمصلحة وخفائها، وهذا المعنى المستلزم للجهل لا يجوز في حق الذات الإلهية؛ بسبب كونها عالمة بالأشياء قبل وجودها وبعده ولا يخفى عليها خافية في السماء والأرض، فيكون البداء في حق الباري عز وجل مع علمه وتدبيره، وهذا ما تعتقده الشيعة بالبداء في حق الله تعالى.
مجلة اليقين العدد (63)