كرامة رد الشمس لأمير المؤمنين (عليه السلام)

سمعاً وطاعة، للملك الجبّار الحيّ القيّوم، (خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ)[1].

كرامةً لمولاي إمام الإنس والجان، أمير المؤمنين من الأولين والآخرين، مولى كل مؤمن ومؤمنة، باب مدينة علم المصطفى(صلى الله عليه وآله)، الإمام علي بن أبي طالب(عليه السلام)، هكذا قالت الشمسُ بلسان حالها، عندما أمرها الباري عز وجل أنْ ترجع إلى ما كانت عليه قبل ساعات، فإن أميرَها(عليه السلام) يريد أن يصلّي العصر بإذن الله تعالى.

كما شاء الله تعالى أن يجري قانون الكون بدقة عالية: (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ)[2]، وشاء تعالى ضمن هذا القانون أنه (لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ)[3].

كذلك شاء الله ملك السماوات والأرض أن يغيّر هذا النظام كرامةً لوليّه القائم بأمره الذي لا تأخذه في الله لومة لائم، فهو الله (فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ)[4]، و(هُوَ الله الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)[5]، (وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ الله رَبُّ الْعَالَمِينَ)[6].

بعد كل هذا، ما وجه الاعتراض على أفعال الباري عز وجل؟

(ذَلِكُمُ الله رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ)[7]، وهو المتصرّف في مملكته، (لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ)[8].

شاء الله تعالى أن يتصرف في مملكته، (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ)[9].

مَلَكَ وأَمَرَ، فأطيع، فعلامَ الاعتراض؟ على الأمر؟ أم على الطاعة؟

مجلة ولاء الشباب العدد (29)


[1] الرعد: 16.

[2] يس: 38.

[3] يس: 40.

[4] البروج: 16.

[5] الحشر: 24.

[6] الأعراف: 54.

[7] فاطر: 13.

[8] الأنبياء: 23.

[9] فصّلت: 11.