ربما تتحكم بعض الأحوال في المرأة فتجعلها تقوم مقام الرجل في مهمّة قيادة الأُسرة، فتكون هي أُمّ وأب في وقت واحد، كما في حالات الطلاق، أو وفاة الزوج، أو سفر الزوج، فتكون تلك الأنثى هي رب البيت وتتحمّل مسؤولية الأُسرة كاملة، وتتبنّى تعويض أطفالها ممّا يشعرون أنّهم فقدوه، من الرعاية، والاهتمام، والتربية، وهي في داخلها تتمنّى أن يكون رب الأُسرة الحقيقي متواجداً معها؛ لكي يتحمّل عنها هذه المسؤولية الكبيرة، ولكنّها ليس أمامها إلّا الصبر والمكافحة من أجل أطفالها حتى يكبرون إلى الحدّ الذي تشعر أنّهم لا يحتاجون إليها، وهو أمر طبيعي في المجتمع، بل مدعاة فخر لتلك المرأة إذا أنتجت أولاداً صالحين.
لكن غير الطبيعي أن تكون المرأة كذلك مع وجود الزوج في حياتها وحياة أولادها، ونتيجة لضعف شخصية الزوج تكون تلك المرأة هي القائمة بمهامه في الأسرة، وهو أمر خطر جداً على الأولاد، فهم سيشعرون منذُ بداية إدراكهم بضعف شخصية الأب، كذلك يشعرون بأنَّ هذا الأمر ليس أمراً طبيعياً، فهم عندما يرون الأُمّ بصورة الأب فأين سَيرون الأب الذي يطلبون؟ لا يجدون أمامهم سوى ذلك الأب المنكسر، فيبقى الأولاد في حالة نفسية قلقة، بين تعاطفهم لوالده وبين واقعهم الذي فرض أُمهّم بهذا الحال، فمَنْ سيكون قدوته في الأسرة؟
إنّ الأطفال في مثل هذه الأسرة سيكونون هم ضحية، تهميش دور الزوج في الأسرة وإلغاؤه ليس بالأمر الهيّن على الأطفال، سيعود عليهم بالضرر النفسي لا محالة.
فضلا من أنَّ مثل هكذا الأب يكون غير مسموع الكلمة وغير مطاع من قِبل أبنائه، ممّا يشكّل خطراً على تربيتهم ومستقبلهم.
لذا على المرأة إذا وجدت من زوجها ضعفاً أو إهمالاً أن تساعد زوجها على تحمّل مسؤوليته تجاه الأُسرة، وتدفعه إلى أن يكون أباً طبيعياً كغيره من الآباء، لا أن تتخذ منه فرصةً لتكون هي القائد والمسيطر على أجواء العائلة.
المصدر: مجلة ولاء الشباب العدد (51)