عن علي بن أبي حمزة عن الإمام الصادق(عليه السلام) أنّه قال: (لو قد قام القائم (عليه السلام) لأنكره الناس، لأنّه يرجع إليهم شاباً مُوفَّقاً، لا يَثبُت عليه إلاّ مؤمنٌ قد أخذ الله ميثاقَه في الذرّ الأوّل)[1]. وفي هذا الحديث عبرة للمعتبر وذكرى للمتذكر المتبصر وهو قوله (عليه السلام): يخرج إليهم شاباً موفقاً لا يثبت عليه إلا مؤمن قد أخذ الله ميثاقه في الذر الأول. فهل يدل هذا إلا على أن الناس يستبعدون مدة العمر، ويستطيلون المدى في ظهوره وينكرون تأخره وييأسون منه، فيطيرون يمينا وشمالا، وتتفرق بهم المذاهب وتنشعب لهم طرق الفترة، ويغترون بلمع السراب من كلام المفتونين، فإذا ظهر بعد سنين طويلة توجب الشيخوخة والكبر وحنو الظهر وضعف القوى، شاباً موفقاً أنكره من كان في قلبه مرض وثبت عليه من سبقت له من الله الحسنى.
عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّه (عليه السلام) يَقُولُ: (إِيَّاكُمْ والتَّنْوِيه، أَمَا واللَّه لَيَغِيبَنَّ إِمَامُكُمْ سِنِيناً مِنْ دَهْرِكُمْ، ولَتُمَحَّصُنَّ حَتَّى يُقَالَ مَاتَ قُتِلَ هَلَكَ بِأَيِّ وَادٍ سَلَكَ، ولَتَدْمَعَنَّ عَلَيْه عُيُونُ الْمُؤْمِنِينَ ولَتُكْفَأنَّ كَمَا تُكْفَأُ السُّفُنُ فِي أَمْوَاجِ الْبَحْرِ فَلَا يَنْجُو إِلَّا مَنْ أَخَذَ اللَّه مِيثَاقَه وكَتَبَ فِي قَلْبِه الإِيمَانَ وأَيَّدَه بِرُوحٍ مِنْه...)[2].