منذ شهادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام) والظروف السياسية المكتنفة بالطائفة الشيعية وقادتها قد تغيرت وبات من المحتم على الإمام الهادي(عليه السلام) تدريب الشيعة والفرقة الحقّة على نوع جديد من التعامل متمثلاً بالابتعاد عن أُسلوب الاتصال المباشر بالإمام (عليه السلام)، ونتيجة للضغوط الكبيرة والمخاطر الجمّة التي أحاطت بالإمام الهادي(عليه السلام) ومن شايعه واعتقد به حتى إن الإمام كان يوصي أصحابه بعدم اللقاء به، بل والسلام عليه علانية حفاظاً على حياتهم ودينهم.
أكد الإمام الهادي (عليه السلام) على أسلوب الاتصال غير المباشر بالشيعة عن طريق الوكلاء أو الرسائل والمكاتبات، وسار على ذات النهج الإمام الحادي عشر الحسن العسكري(عليه السلام) الذي ظل مقيماً مجبراً على الإقامة في منطقة العسكر بسامراء إلا أنه (عليه السلام) استطاع إدارة أمور البلاد والعباد بواسطة وكلائه، وقد ذكر التاريخ أسماءهم وألقابهم بل وسيرتهم.
الأمر ذاته انتهجه إمامنا المفدَّى صاحب العصر والزمان وعديل القرآن المهدي المنتظر(عجل الله فرجه الشريف) أرواحنا وأرواح العالمين لتراب مقدمه الفداء، إلا أن الأمر بات مختلفا عن نهج آبائه (عليهم السلام) بشدة التستر وظهور النيابة الخاصة أو السفارة في فترة الغَيبة الصغرى، حيث يتصل بالإمام (عجل الله فرجه الشريف) نائب واحد هو الوكيل الخاص يأخذ على عاتقه مهام إيصال أوامر الإمام (عجل الله فرجه الشريف) إلى المؤمنين ومنهم إليه يحمل الأسئلة والمطالب.