تُعدّ السلفية الجامية أو التيار الجامي أحد أبرز التيارات السلفية التي توالي الحكام موالاة مطلقة، وفق مبدأ السمع والطاعة لولي الأمر، ولعل البيئة الأولى -كما يبدو عدة قرائن- لظهور هذاالتيار هي السعودية،مما أضفى على المذهب السلفي قوة انتشار وجذوراً يستند إليها في نشر أفكاره وأهدافه.
وكانت أفكار السلفية الحركية والتيار الجامي من أبرز التيارات الدينية الموجودة في السعودية ولا تزال، وربما يرجع ميل السلطة في المملكة السعودية إلى التيار الجامي لشدة ولائه لحكامها.
نشأة الجامية:
التيار السلفي الجامي هو تيار معاصر، ولد حديثاً، والبدايات الأولى لظهور التيار الجامي بشكل رسمي كانت في المدينة المنورة وقبل احتلال الكويت بسنتين تقريباً، حددها البعض بعام 1988م، وهذا ما عزّز من إطلاق اسم سلفية المدينة عليها، فقد بدأت السلفية الجامية بالتركيز على طاعة أولي الأمر والولاء لهم والانقياد التام لرغبة أولي الأمر.
المؤسس:
مؤسس التيار الجامي السلفي هو محمد بن أمان الجامي، ولد في الحبشة سنة(1930م)، وتوفي(1995م)، حيث تعلَّم فيها وحفظ القرآن في نشأته وبعض علوم العربية والفقه ثم خرج من الحبشة إلى الصومال ثم إلى اليمن ومن هناك إلى مكة، وكان مذهبه هو الشافعية، وعمل الجامي مدرساً في الجامعة الإسلامية السعودية، في قسم العقيدة.
شارك في وضع فكر الجامية ربيع بن هادي المدخلي، وهو مدرس في الجامعة في كلية الحديث، وأصله من منطقة جازان، وتقول تقارير صحافية أن الظهور العلني للتيار الجامي كان في (1990م) أعقاب حرب الخليج، وتمثلت البدايات الأولى للتيار كفكر مضاد للمشايخ الذين استنكروا دخول القوات الأجنبية إلى الكويت لتحريرها.
وتقول بعض المصادر أن سبب إطلاق هذا الاسم عليهم، هو أن الشيخ محمد أمان وإخوانه تكاتفوا في الرد على بعض الحركيين والحزبيين ومن تابعهم بعد اعتراضهم على شيوخهم (عبد العزيز بن باز ومحمد بن عثيمين، وصالح الفوزان)، الذين أباحوا الاستعانة بالقوات الأمريكية من باب الضرورة.
أبرز ملامح التيار الجامي:
يمكن أجمال أهم ملامح التيار السلفي الجامي بما يلي:
- التيار الجامي: هو تيار يجمع تشابه المنهج في التعامل مع المخالف، ويزعم احتكار التسمية بالسنة والسلفية.
- السعي الدائم إلى تهميش وإنكار بقية التيارات والجماعات السلفية الأخرى.
- رفض العمل السياسي والحزبي والانتخابات.
- الولاء المطلق والسمع والطاعة لولي الأمر، وعدم الخروج عليه، وتحريم الثورات والمظاهرات والعمل السياسي العام ضد النظام الحاكم.
- معادات التيارات الإسلامية الحركية (الجهادية)، فضلاً عن المُحَافِظة مثل (الإخوان).
- عدم إعذار المفكرين والإصلاحيين في الخطأ، أو التأويل في الوقت الذي يختلقون الأعذار للحكام.
- سعوا إلى الوشاية على الدعاة ورفع التقارير فيهم للحكام.
- الشدّة على المخالف، والتحذير منه علناً، وإظهار البراءة من أخطائه وتصرفاته.
المرتكزات الفكرية للتيار الجامي:
- السعي إلى إسقاط المخالف ودحض حججه الفقهية.
- الطاعة المطلقة لولي الأمر وحرمة الخروج عليه، ووجوب قتل الخارجين على الحاكم حفاظا على النظام العام.
- اعتبار النصيحة للنظام الحاكم خروجاً على ولي الأمر، واعتبار من يعارض الحاكم أو يناقشه من الخوارج.
- تحريم التظاهرات والإعتصامات والإضرابات ضد الحاكم، واعتبرها بعضهم من مبادئ اليهودية الماسونية.
- اعتبار منهج السلف مصدراً من مصادر التشريع.
قيادات التيار الجامي:
* محمد أمان الجامي، وقد تقدم أصله وولادته ووفاته.
* ربيع بن هادي: سعودي.
* محمد سعيد رسلان:من أبرز قيادات التيار المداخلي في مصر، ولد في (23 نوفمبر 1955م).
* أسامة القوصي: يمني ولد في (8 أغسطس1954م).
المصادر:
* التيارات الدينية في المملكة العربية السعودية، الكاتب خالد المشوح.
* تعريف العامي بالمذهب الجامي بقلم حسين بن محمود.
* الجامية.. السرورية، بقلم الشيخ صادق البياضي.
المصدر: مجلة اليقين العدد (48)