عند وصولنا الى حرم الإمام الرضا (عليه السلام) في مشهد المقدسة دخلْنا أحد الأروقة - أنا وأبي - تهيّأْنا لصلاة الظهر في أحدِ الأروقة، وقبل تكبيرة الإحرام التفتَ أبي وقال لي: انتبهْ! صلاتُنا هنا قصراً.
قلت: وماذا يعني القصر؟ هل هي صلاة الزيارة؟
قال أبي: لا! يجب أنْ تُقصَر صلاة الظهر والعصر والعشاء، بمعنى أنها تُصلّى ركعتين.
قلت: ولِمَ يا أبي؟
قال أبي: هذا هو حكم الصلاة الرباعية إذا كنت في السّفر، لكن بشروط:
1 ـ أن يقصد الشخص السفر لمسافة تبعد «44 كليو متراً» تقريباً أو تزيد عن محل سكناه ذهاباً فقط أو ذهاباً وإياباً، فاِذا سافرتَ إلى مكان يبعد عن بيتك «44كم» فأكثر يجب عليك أن تصلي الصلاة الرباعية ركعتين فقط.
وكذلك اِذا كانت المسافة «22كم» عن بلد السكن وكان عازماً على الرجوع بمسافة مثلها أو أكثر.
2 ـ أنْ يستمر قصد السفر فلو تغيّر ورأى ترك السفر أتمّ صلاتَه إلاّ أن يقطع برجوعه مع ما قطعه بمقدار المسافة فيجبُ عليه حينئذٍ القصر.
3 ـ أن لا يكون سفره حراماً، فلو كان نفس السفر حراماً كان عليه أن يتمّ صلاته، كما إذا سافرت المرأة دون إذن زوجها أو سافر للصيد لهواً.
4 ـ أن لا يمرَّ المسافر بوطنه وينزل فيه أو مقر إقامته ويقيم أثناء السّفر.
وأن لا ينوي الإقامة عشرةَ أيام فصاعداً في البلد الذي سافر اِليه،
وأن لا يكون قد بقي متردّداً لا يدري متى سيسافر من تلك البلدة التي سافر اِليها لمدة ثلاثين يوماً. فأنّه عندئذٍ يقصر في صلاته من أوّل سفره ولا يتم.
قلت: وإذا لم تتحقّق هذه الفقرات في الشرط الرابع؟ يعني اِذا مرّ بوطنه أو مقر اِقامته أثناء سفره ذاك ونزل فيه أو كان عازماً على الإقامة في البلد الذي سافر اِليه عشرة أيام فصاعداً، أو كان قد بقي متردّداً لا يدري متى سيعود من سفره مدّة ثلاثين يوماً؟
أجابَ أبي: إذا حدث شيءٌ مما قلت فحكم صلاته التمام، كما ويتمّ المردّد بعد اليوم الثلاثين ما دام باقياً في ذلك البلد.
5 ـ أنْ لا يكون السفرُ من طبيعة عمله كأن يمتهن عملاً سفريّاً كالسائق والملاّح والرّاعي أو يتكرر منه السفر خارجاً لأجل عمله أو لغرضٍ آخر.
قلت: معنى هذا أنّ السائق يتمّ صلاته أثناء السفر؟
قال أبي: نعم، فمن كانت مهنته السياقة الى خارج المسافة يتمّ صلاته أثناءَ ممارسته مهنته.
قلت: حسناً أبي، بعض الطلاب والموظّفين تكون جامعته أو دائرته في بلد اَخر يبعد عن محل إقامته 22 كم فأكثر وهو يسافر كل يوم أو يومين ليلتحق بها ما حكم صلاته؟
قال أبي: يتم صلاته ولا يقصّر.
6 ـ أن لا يكون ممّن لا مقرّ له بأن يكون بيته معه كالبدو الرُّحّل.
قلت: إذاً متى يبدأ المسافر بقصر الصلاة؟
قال أبي: يجب عليه التقصير إذا توارى عن أنظار أهل بلده لابتعاده عنهم، وعلامة ذلك غالباً أنّه لم يَعُد يرى أشخاص ساكنيه فاِنّه عندئذٍ يقصِّر في صلاته.
المصدر: مجلة ولاء الشباب العدد (25)