نص الشبهة:
كثيراً ما نستدل بأن آية التطهير نزلت على أهل البيت(عليهم السلام) من غير زوجات النبي(صلى الله عليه وآله) من خلال حديث الكساء، كما هو المعروف بأنهم كانوا عليا وفاطمة والحسن والحسين وخامسهم النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله).
السؤال: ما هو الاستدلال الصحيح لبقية وسائر الأئمة من ولد الأمام الحسين سلام الله عليهم أجمعين وبأن آية التطهير شملتهم وقصدتهم كذلك دون غيرهم؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الجواب:
يمكن الجواب عن ذلك بما يلي:
أولاً: أن الوجه الذي نحتج به لإثبات عدم شمول آية التطهير لنساء النبي(صلى الله عليه وآله) هو أن عنوان «أهل البيت» لا يصدق على الزوجة؛ ذلك أن المراد بعنوان «أهل البيت» خصوص من كان الرابط بينه وبين البيت رابطا رحمياً؛ بدليل ما ورد عن زيد بن أرقم: هل إن الزوجة من أهل بيت الرجل؟ قال: «المرأة بيته وليست من أهل بيته؛ لأن الزوجة تكون مع الرجل برهة من الدهر ثم يفارقها»، فهناك فرق واضح بحسب هذه الرواية بين عنوان «أهله» وعنوان «أهل بيته»؛ فإن «أهل بيته» بحسب اللغة العربية ينصرف إلى من كان بينه وبين البيت علقة رحمية، ولذلك يخرج نساء النبي عن الآية بنفس عنوان (أهل البيت).
وثانياً: حيث إن عنوان (أهل البيت) يصدق على من له علقة رحمية بالنبي (صلى الله عليه وآله) فهو عنوان يشمل جميع ذريّته؛ لأن بينه وبينهم علقة رحمية، سواء كانوا من أهل الكساء أم لم يكونوا، وإنما خرج غير الأئمة الإثني عشر من الآية باعتبار أن الآية دلت على العصمة، أي أن أهل بيته معصومون عن الخطأ والزلل، فمقتضى ذلك أن من لم تثبت عصمته فهو خارج عن الآية، ويبقى تحت الآية من ثبتت عصمته، وحيث ثبت لنا من الخارج أي ثبت لنا من الأدلة الأخرى أن الأئمة الطاهرين هم أبناء الحسين (عليه السلام)، فغيرهم خرج عن الآية وهو يبقون تحت مفاد الآية الشريفة.
المصدر: مجلة اليقين، العدد (13)، الصفحة (10).