انتظار الفَرَج:
انتظار المؤمن للفَرَج أمرٌ حثّت عليه الشريعة الغرّاء، ورغَّبت فيه، ووَعَدَت فاعليه حُسنَ الثواب، وإلى دَور انتظار الفَرَج في تقوية ثبات الفرد المُسلم أمام النوائب وحوادث الزمان، ودوره في لَفْت نظر المسلم إلى ضرورة إعداده نفسَه وتهيئتها وتزكيتها والارتفاع بها إلى المستوى الذي يؤهّلها للانخراط في أصحاب الإمام المهديّ المنتظر(عجل الله فرجه الشريف)، الذين وصفتهم الروايات الواردة بأنّ عقولهم وأفهامهم قد بَلَغَت من اليقين حدّاً صارت الغَيبة معه بمنزلة المُشاهدة.
فعن أبي خالد الكابلي قال: دخلت على سيدي علي بن الحسين زين العابدين(عليهما السلام) فقلت له: يا ابن رسول الله.... ثم يكون ماذا، قال(عليه السلام): «ثم تمتد الغَيبة بولي الله عز وجل الثاني عشر من أوصياء رسول الله(صلى الله عليه وآله) والأئمة بعده.يا أبا خالد إن أهل زمان غَيبته القائلين بإمامته والمنتظرين لظهوره أفضل من أهل كل زمان؛ لان الله تبارك وتعالى أعطاهم من العقول والأفهام والمعرفة ما صارت به الغَيبة عندهم بمنزلة المشاهدة، وجعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله(صلى الله عليه وآله) بالسيف، أولئك المخلصون حقاً وشيعتنا صدقاً، والدعاة إلى دين الله عزّ وجلّ سراً وجهراً»[1].
وقال أمير المؤمنين(عليه السلام): «انتظروا الفرج، ولا تيأسوا من روح الله، فان أحب الأعمال إلى الله عزّ وجلّ انتظار الفرج ما دام عليه العبد المؤمن...»[2].
وعن أبي عبد الله، عن آبائه، عن أمير المؤمنين(عليهم السلام) قال: «المنتظر لأمرنا كالمتشحط بدمه في سبيل الله»[3].