ولادة الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)

بسم الله الرحمن الرحيم

البطاقة الشخصية:

اسمه: الحسن.

ولادته: ولد (عليه السلام) في (15 رمضان 3 هـ - 4 مارس 625م) وكان بينه وبين أخيه الحسين (عليه السلام)مدة الحمل وكان حمل أبي عبد الله (عليه السلام) سته أشهر،

أبوه: علي بن أبي طالب (عليه السلام) وصي رسول الله (صلى الله عليه وآله)

أمه: فاطمة بنت رسول الله (عليها السلام).

مدّة عمره وإمامته (عليهم السلام): عمره 47 عاماً، وإمامته 10 سنوات، فأقام أبو محمد مع جده رسول الله (صلى الله عليه وآله) سبع سنين، وأقام مع أبيه بعد وفاة جده ثلاثين سنة، وأقام بعد وفاة أمير المؤمنين (عليهما السلام) عشر سنين.

كنيته: أبو محمد.

ألقابه: المجتبى، التقي، الزكي، السبط، الطيّب، السيّد، الولي.

زوجاته: أُمّ إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله التيمي، أُمّ بشير بنت أبي مسعود عُقبة بن عمرو الخزرجي، خَولة بنت منظور الفزارية، جُعدة بنت الأشعث.

هيئته (عليه السلام):

ذكر المؤرخون في هيئته (عليهما السلام) ما رواه غير واحد، منهم ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة مرفوعا إلى احمد بن محمد بن أيوب المقبري وغيره قالوا: (كان أبيض اللون مشرباً بحمرة، أدعج العينين (والدعج وهو شدة سواد العين مع سعتها)، سهل الخدين، كث اللحية، جعد الشعر ذا وفرة، كأن عنقه إبريق فضة، حسن البدن، بعيد ما بين المنكبين، عظيم الكراديس، دقيق المسربة، ربعة ليس بالطويل ولا بالقصير، مليحاً من أحسن الناس وجه)[1].

شخصيته وصفته (عليه السلام) :

خير ما يمكن أن يتعرف عليه القارئ الكريم من شخصية الإمام الحسن المجتبى (عليهما السلام) ويرى صفته هو أقوال رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيه، فمن حيث الشخصية فقد قال (صلى الله عليه وآله) له: (أشبهت خَلقي وخُلقي)[2].

ومن كان خلقه خلق المصطفى (صلى الله عليه وآله) فكيف بالقلوب لا تحن إليه والنفوس لا تأنس بجواره حتى من خالفه وانصرف عنه إلى غيره، فقد عرف معاصروه ذلك فوصفوه بما استطاعوا ولكن لم يعرفوا حقه.

وكانت السيّدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) ترقّصه وتقول :

أشبه أباكَ يا حسن            واخلع عن الحقّ الرسن

وأعبد إلهاً ذا منــن            ولا توالـــــي ذا الإحـــن

 قال عنه واصل بن عطاء (مؤسس مذهب الاعتزال وهو مذهب كلامي في أصول الدين، نشأ هذا المذهب مطلع القرن الثاني الهجري[3]): كان الحسن بن علي (عليهما السلام) عليه سيماء الملوك وهيبة الأنبياء. وقال محمد بن إسحاق: ما تكلم عندي أحد كان أحب إليّ، إن تكلم أن لا يسكت من الحسن بن علي (عليهما السلام).

وقال الحافظ الذهبي: كان (عليهما السلام) حليما، ورعا، فاضلا، وكان (عليهما السلام) سيدا، كريما، ذا سكينة ووقار وحشمة، جوادا ممدوحا[4].

وقيل له(عليهما السلام): (فيك عظمة)، قال: فيّ عزّة: (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين)[5]

هيبته (عليه السلام):

قالت فاطمة (عليها السلام): (يا رسول الله هذان ابناك فأنحلهما)، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (أما الحسن فنحلته هيبتي وسؤددي، وأما الحسين فنحلته سخائي وشجاعتي)[6].

وهذه الهيبة كانت تدخل على نفس القريب والبعيد ممن عرفوا الإمام الحسن (عليهما السلام).

قال عبد الله بن عروة بن الزبير: رأيت عبد الله بن الزبير قعد إلى الحسن بن علي H في غداة من الشتاء باردة، قال، فو الله ما قام حتى تفسخ جبينه عرقاً فغاضني ذلك فقمت إليه فقلت يا عم، قال ما تشاء؟

قال، فقلت: رأيتك قعدت إلى الحسن بن علي فأقمت حتى تفسخ جبينك عرقاً!؟

قال: يا بن أخي أنه ابن فاطمة (عليهما السلام) لا والله ما قامت النساء عن مثله[7].

حلمه (عليهما السلام):

ذكر ابن خلكان عن ابن عائشة: أن رجلا من أهل الشام قال: دخلت المدينة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، فرأيت رجلاً راكباً على بغلة، لم أر أحسن وجها ولا سمتا ولا ثوبا، ولا دابة منه فمال قلبي إليه، فسألت عنه، فقيل هذا الحسن بن علي بن أبي طالب H، فامتلأ قلبي له بغضا وحسدت عليا أن يكون له ابن مثله، فصرت إليه وقلت: فعل بك وبأبيك أسبهما!!، فلما انقضى كلامي قال لي: (أحسبك غريبا؟ قلت: أجل، قال: مر بنا فإن احتجت إلى منزل أنزلناك أو إلى مال آسيناك، أو إلى حاجة عاوناك).

قال: فانصرفت عنه ما على الأرض أحب إليّ منه وما فكرت فيما صنع وصنعت إلا شكرته وخزيت نفسي[8].

تواضعه (عليه السلام):

كان من تواضعه على عظيم مكانته أنه مَرّ بفقراء وضعوا كسيرات على الأرض، وهم قعود يلتقطونها ويأكلونها، فقالوا له: (هلم يا ابن رسول اللّه إلى الغداء! فنزل وقال: إن اللّه لا يحب المتكبرين وجعل يأكل معهم. ثم دعاهم الى ضيافته فأطعمهم وكساهم)[9].

عبادته (عليه السلام):

كان أعبد الناس في زمانه وأزهدهم بالدنيا. حج خمساً وعشرين حجة ماشياً، والنجائب لتقاد معه. وكان إذا توضأ، او إذا صلى ارتعدت فرائصه واصفر لونه.

وقاسم اللّه تعالى ماله ثلاث مرات. وخرج من ماله لله تعالى مرتين. وإذا ذكر الموت بكى، وإذا ذكر القبر بكى، وإذا ذكر البعث بكى، وإذا ذكر الممر على الصراط بكى، وإذا ذكر العرض على اللّه تعالى ذكره شهق شهقة يغشى عليه منها، وإذا ذكر الجنة والنار اضطرب اضطراب السليم، وسأل اللّه الجنة وتعوذ باللّه من النار. ثم هو لا يمر في شيء من أحواله الا ذكر اللّه عز وجل[10].

سخائه وكرمه (عليه السلام):

يكفي في كرمه وسخائه أن يقال انه انفق طوال عمره كل أمواله وممتلكاته(عليها السلام) مرتين في سبيل الله. وقاسم أمواله ثلاث مرات حيث انفق نصفها في سبيل الله و نصفها الأخر احتفظ بها لنفسه

أولاده (عليه السلام):

أولاد الإمام الحسن (عليه السلام) على ما ذكره الشيخ المفيد فهم خمسة عشر ولدا ذكرا وأنثى، فأما الذكور فهم:

1- زيد بن الحسن، وأمه هي أم بشير بنت أبي مسعود عقبة بن عمرو بن ثعلبة الخزرجية.

2- الحسن بن الحسن، وأمه خوله بنت منظور الفزارية.

3- عمرو بن الحسن.

4- القاسم بن الحسن.

5- عبد الله بن الحسن.

6- عبد الرحمن بن الحسن.

7و8- الحسين الملقب بالاثرم وطلحة وأمهما أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله التيمي.

وأما البنات فهن:

أم الحسن، وأم الحسين، وأمهما هي أم بشير بنت أبى مسعود عقبة بن عمرو الخزرجية. وفاطمة بنت الحسن، وأمها ام إسحاق بنت طلحة. وأم عبد الله، وفاطمة،

وأم سلمه، ورقية فهن لأمهات شتى.

الصلح مع معاوية:

روى فريق من المؤرخين، فيهم الطبري وابن الأثير:(أن معاوية أرسل إلى الحسن صحيفة بيضاء مختوماً على أسفلها بختمه)، وكتب إليه: (أن اشترط في هذه الصحيفة التي ختمت أسفلها ما شئت، فهو لك)[11].

ثم بتروا الحديث، فلم يذكروا بعد ذلك، ماذا كتب الإمام الحسن (عليهما السلام) على صحيفة معاوية، وبتتبع المصادر المتيسرة، لم نر فيما عرضته من شروط الحسن (عليهما السلام)، إلا النزر اليسير الذي يعترف رواتها بأنها جزء من كل، وسجّل مصدر واحد صورة ذات بدء وختام، فرُض أنها (النص الكامل لمعاهدة الصلح)، ولكنها جاءت - في كثير من موادّها - منقوضة بروايات أخرى تفضلها سنداً، وتزيدها عدداً.

وبتأليف صورة من هذا الشتات تجمع الأصح الأهم، مما حملته الروايات الكثيرة عن هذه المعاهدة، لتكون - مع هذه العناية في الاختيار والتسجيل - أقرب الى واقعها الذي وقعت عليه كما يلي:

صورة المعاهدة التي وقعها الفريقان

المادة الأولى: تسليم الأمر الى معاوية، على أن يعمل بكتاب اللّه وبسنة رسوله (صلى الله عليه وآله) ، وبسيرة الخلفاء الصالحين.

المادة الثانية: أن يكون الأمر للحسن (عليه السلام) من بعده، فان حدث به حدث فلأخيه الحسين (عليه السلام)، وليس لمعاوية أن يعهد به إلى أحد.

المادة الثالثة: أن يترك سبَّ أمير المؤمنين والقنوت عليه بالصلاة ، وأن لا يذكر علياً إلا بخير.

المادة الرابعة: استثناء ما في بيت مال الكوفة، وهو خمسة آلاف ألف فلا يشمله تسليم الأمر.

المادة الخامسة: على أن الناس آمنون حيث كانوا من أرض اللّه، في شامهم وعراقهم وحجازهم ويمنهم، وأن يؤمّنَ الأسود والأحمر، وأن يحتمل معاوية ما يكون من هفواتهم، وأن لا يتبع أحدا بما مضى، وأن لا يأخذ أهل العراق باحنة، وعلىّ أمان أصحاب عليّ حيث كانوا، وأن لا ينال أحداً من شيعة علي بمكروه، وأن أصحاب علي وشيعته آمنون على أنفسهم وأموالهم ونسائهم وأولادهم، وان لا يتعقبهم بشيء، ولا يتعرض لأحد منهم بسوء، ويوصل إلى كل ذي حق حقه، وعلى ما أصاب أصحاب عليّ حيث كانوا .

وعلى أن لا يبغي للحسن بن علي، ولا لأخيه الحسين، ولا لأحد من أهل بيت رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) ، غائلةً، سراً ولا جهراً، ولا يخيف أحداً منهم، في أفق من الآفاق.

وكان ذلك في النصف من جمادى الأولى سنة 41 على أصح الروايات.

ويقول السيد عبد الحسين شرف الدين في تحليله لبنود الصلح: فلم يهدف معاوية في صلحه مع الحسن (عليه السلام)، إلا الأستيلاء على الملك، ولم يرض الحسن بتسليم الملك لمعاوية إلا ليصون مبادئه من الانقراض، وليحفظ شيعته من الإبادة، وليتأكد السبيل إلى استرجاع الحق المغصوب يوم موت معاوية ..

 تصريحات الإمام الحسن (عليه السلام) لشيعته بخصوص الصلح

1- ما تدرون ما فعلت واللّه للذي فعلت خير لشيعتي مما طلعت عليه الشمس

2- وما قاله مرة أخرى لبشير الهمداني وهو أحد رؤساء شيعته في الكوفة: (ما أردت بمصالحتي إلا أن أدفع عنكم القتل).. [12]

3- وما قاله في خطابه - بعد الصلح -: (أيها الناس إن اللّه هداكم بأوّلنا، وحقن دماءكم بآخرنا، وقد سالمت معاوية، وان أدري لعله فتنة ومتاع الى حين) [13].

من وصاياه (عليه السلام):

1ـ قال(عليهما السلام): (المِزاحُ يأكلُ الهيبة، وقد أكثرَ من الهيبةِ الصامت)[14].

2ـ قال(عليهما السلام): (الفُرصةُ سريعةُ الفوتِ بطيئةُ العَود)[15].

3ـ قال(عليهما السلام): (علّم الناسَ علمَك، وتَعلّم علمَ غيرِكَ، فتكون قد أتقنتَ علمَك وعَلِمت ما لم تَعلَم)[16].

4ـ قال(عليهما السلام): (القريبُ مَن قرّبته المودّة وإن بَعُد نسبُه، والبعيدُ مَن باعدته المودّة وإن قرُب نسبُه، لا شيء أقرب مِن يدٍ إلى جسد، وإنّ اليدَ تفل فتُقطع وتُحسم)[17].

5ـ قال(عليهما السلام): (لا أدبَ لمن لا عقل له، ولا مروءة لمن لا همّة له، ولا حياء لمن لا دين له، ورأسُ العقل مُعاشرة الناس بالجميل، وبالعقل تُدرك الداران جميعاً، ومَن حرم العقل خسرهما جميعاً)[18].

6- روى الطبراني في المعجم الكبير[19]: إن علياً (عليهما السلام) سأل ابنه الحسن بن علي (عليهما السلام) عن أشياء من أمر المروءة فقال: يا بني ما السداد؟

قال: يا أبه السداد دفع المنكر بالمعروف.

قال: فما الشرف؟ قال: اصطناع العشيرة وحمل الجريرة وموافقة الإخوان وحفظ الجيران. قال: فما المروءة؟ قال: العفاف وإصلاح المال. قال: فما الدقة؟ قال: النظر في اليسير ومنع الحقير. قال: فما اللؤم؟ قال: إحراز المرء نفسه وبذله عرسه. قال: فما السماحة؟ قال: البذل من العسير واليسير. قال: فما الشح؟ قال: أن ترى ما أنفقته تلفا. قال: فما الإخاء؟ قال: المواساة في الشدة والرخاء. قال: فما الجبن؟ قال: الجرأة على الصديق والنكول عن العدو.

قال: فما الغنيمة؟ قال: الرغبة في التقوى، والزهادة في الدنيا هي الغنيمة الباردة.

قال: فما الحلم؟ قال: كظم الغيظ وملك النفس. قال: فما الغنى؟ قال: رضى النفس بما قسم الله تعالى لها وإن قل، وإنما الغنى غنى النفس. قال: فما الفقر؟

قال: شره النفس في كل شيء. قال: فما المنعة؟ قال: شدة البأس، ومنازعة أعزاء الناس. قال: فما الذل؟ قال: الفزع عند المصدوقة [الصدمة]. قال: فما العي؟

قال: العبث باللحية وكثرة البزق عند المخاطبة. قال: فما الجرأة؟ قال: موافقة الأقران. قال: فما الكلفة؟ قال: كلامك فيما لا يعنيك. قال: فما المجد؟ قال: أن تعطي في الغرم وتعفو عن الجرم. قال: فما العقل؟ قال: حفظ القلب كلما استوعيته. قال: فما الخرق؟ قال: معاداتك إمامك ورفعك عليه كلامك.

قال: فما حسن الثناء؟ قال: إتيان الجميل وترك القبيح. قال: فما الحزم؟ قال: طول الأناة والرفق بالولاة. قال: فما السفه؟ قال: إتباع الدناءة ومصاحبة الغواة. قال: فما الغفلة؟ قال: تركك المسجد، وطاعتك المفسد. قال: فما الحرمان؟ قال: تركك حظك وقد عرض عليك. قال: فما المفسد؟ قال: الأحمق في ماله المتهاون في عرضه.

من الشعر المنسوب إلى الإمام الحسن (عليهما السلام):

يا أهل لذة دنيا لا بقاء لها * إن اغترارا بظل زائل حمق

الشهادة المفجعة:

قُتل مسموماً على يد زوجته جُعدة بنت الأشعث الكندي، بأمر من معاوية بن أبي سفيان. قال الشيخ المفيد R (وضَمِن [أي: معاوية] لها أن يزوّجها بابنه يزيد، وأرسل إليها مائة ألف درهم، فسقته جُعدة السم)[20]، ففعلت وسمّت الإمام الحسن(عليهما السلام)، فسوّغها المال ولم يزوّجها من يزيد. فمضى إمامنا الحسن(عليهما السلام) شهيداً صابراً وهو ابن سبع وأربعين سنة، وذلك في السابع من صفر سنة (50) للهجرة على المشهور، ودفن في البقيع.

فسلام الله عليك يا سيدي ومولاي يا أبا محمد الحسن الزكي يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حياً.

 

لتحميل الملف اضفط هنا


[1] ذخائر العُقبى: ص 127.

[2] المناقب لابن شهر آشوب : ج3، ص185.

[3] الملل والنحل: ج1، ص57 ــ 112.

[4] تاريخ الإسلام: ج2، ص217.

[5] المناقب لابن شهر أشوب: ج3، ص176.

[6] الخصال للصدوق : ص77، دلائل الإمامة للطبري: ص69.

[7] تاريخ مدينة دمشق: ج13، ص240؛ تهذيب الكمال: ج6، ص223.

[8] وفيات الأعيان لابن خلكان: ج2، ص68.

[9] صلح الحسن C – للسيد عبد الحسين شرف الدين/القسم الأول/ص 26.

[10] صلح الحسن (عليه السلام) للسيد عبد الحسين شرف الدين / القسم الأول / ص 27.

[11] الطبري ج 6 ص 93 وابن الأثير ج 3 ص 162.

[12] الدينوري ص 203.

[13] اليعقوبي ج 2 ص 192.

[14] بحار الأنوار 75/113.

[15] بحار الأنوار 75/113.

[16] بحار الأنوار 75/113.

[17] بحار الأنوار 75/113.

[18] بحار الأنوار 75/113.

[19] المعجم الكبير: ج3 ص68.

[20] الإرشاد 2/15.