هو كميل بن زياد بن نهيك بن هيثم بن سعد بن مالك بن الحارث بن صهبان بن سعد بن مالك بن النخع بن عامر بن علة بن جلد بن مالك بن أدد النخعي، ولد باليمن سنة 12هـ. أسلم صغيراً وأدرك النبي (صلى الله عليه وآله) وقيل إنه لـم يره، ارتحل مع قبيلته إلى الكوفة في بدء انتشار الإسلام، كان من سادات قومه، وله مكانة ومنـزلة عظيمة عندهم، ابتدأ ظهوره على الساحة الإسلامية في عهد عثمان، إذ كان أحد أعضاء الوفد القادم من الكوفة للاحتجاج على تصرفات والي الكوفة عند عثمان.
وأما مواقفه فقد وقف مع مالك الأشتر وجماعة من أهل الكوفة بوجه سعيد بن العاص والي الكوفة يستنكرون عليه قوله: «إن السواد بستان قريش››، وكان من الذين نفاهم والي الكوفة سعيد بن العاص منها إلى الشام بأمر عثمان، ومن الشام أعيدوا إلى الكوفة ومنها نفوا إلى حمص، ثم عادوا إلى الكوفة، بعد خروج واليها منها.
لقد دخل كميل بن زياد ومن كان معه بقيادة مالك الأشتر إلى قصر الإمارة فور عودتهم، وأخرجوا ثابت بن قيس خليفة الوالي عليه، واستطاع أهل الكوفة على أثر ذلك منع سعيد بن العاص والي الكوفة من العودة إليها.
وقد بايع الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) بعد مقتل عثمان، وأخلص في البيعة، وكان من ثقاته، فلازمه وأخذ العلم منه، واختصه بدعاء من أعظم الأدعية وأسماها، وهو الدعاء المعروف اليوم بـ (دعاء كميل)، لهذا قال عنه علماء الرجال، إنه حامل سر علي، اشترك مع الإمام علي (عليه السلام) في صفين وكان شريفاً مطاعاً في قومه.
ومن الجدير بالذكر أن الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) نصّبه عاملاً على بيت المال مدة من الزمن، وعينه والياً على (هيت)، فتصدّى لمحاولات معاوية التي كانت تهدف إلى السيطرة على المناطق التي كانت تحت سلطة الإمام علي (عليه السلام)، وبايع الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) بعد استشهاد الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام).
المصدر: مجلة اليقين العدد (4)، الصفحة (7).