عبد الله بن علي بن أبي طالب

اسمه ونسبه:

عبد الله بن علي بن أبي طالب(عليه السلام) بن عبد المطلب.

ولادته: ولد بعد أخيه العباس بنحو ثمان سنين؛ أي أربع وثلاثين من الهجرة.

أمه فاطمة أُمّ البنين، وقد عاش مع أبيه(عليه السلام) ست سنين، ومع أخيه الحسن(عليه السلام) ست عشرة سنة، ومع أخيه الحسين(عليه السلام) خمساً وعشرين سنة، وذلك مدة عمره، ولم يعقب.

ثبات العقيدة:

قال أهل السّير: إنّه لما قُتل أصحاب الحسين(عليه السلام) وجملة من أهل بيته دعى العباس إخوته الأكبر فالأكبر وقال لهم: تقدّموا، فأول من دعاه عبد الله أخوه لأبيه وأمّه فقال: تقدّم يا أخي حتى أراك قتيلاً وأحتسبك، فإنه لا ولد لك، فتقدّم بين يديه وجعل يضرب بسيفه قدماً ويجول فيهم وهو يقول:

أنا ابن ذي النجدة والأفضال    ذاك علي الخــير ذو الأفعــال

سيف رسول الله ذو النكال        في كلّ يوم ظـاهر الأهـوال

فقاتل قتالاً شديداً، فاختلف هو وهاني بن ثبيت الحضرمي ضربتين فقتله هانئ «لعنه الله»[1].

وجاء في الزيارة المروية عن الإمام صاحب الزمان(عجل الله تعالى فرجه الشريف) التي رواها السيد ابن طاووس وفيها يقول(عليه السلام): «السلام على عبد الله بن أمير المؤمنين مبلي البلاء، والمنادي بالولاء في عرصة كربلاء، والمضروب مقبلاً ومدبراً، لعن الله قاتله هانىء بن ثبيت الحضرمي»[2].

وفي هذه الفقرة شهادة من الإمام صاحب الأمر (عجل الله تعالى فرجه الشريف) لعبد الله بثلاثة من الفضائل:

الأولى: أنّه أعلن بولاء الحسين (عليه السلام) بين الصفوف ونادى بالولاية في عرصة كربلاء.

الثانية: أنّه كان له بلاء محمود أكثر من غيره في دفاعه ومحاماته عن أخيه الحسين (عليه السلام)، وقد أدى ما عليه دفاعاً عن دينه وإمامه، وإلّا لما كان لذكر «مبلي البلاء» محل.

الثالثة: ثباته في ذلك الموقف الرهيب والمعترك الهائل العصيب حيث وقف هدفاً للسلاح في وسط الحومة حتى أُصيب مقبلاً ومدبراً، وقد أُحيط به من كلّ جانب، واكتنفه الأعداء من كلّ جهة، وكان هو كاراً عليهم الكرة بعد الكرة، فيقبل على جماعة فيهزمهم ويعود إلى أُخرى فيطردهم، ولم يقتل محاطاً به إلّا الحسين(عليه السلام) والعباس وعلي بن الحسين الأكبر(عليه السلام) ومسلم بن عقيل قتيل الكوفة وعبد الله بن علي شقيق العباس(عليه السلام).

وقد تضمنت هذه الفقرة أنّه ضرب مقبلاً ومدبراً، ومن المعلوم أنّ العسكر لا يتكاتف ويحمي بعضه بعضاً على كثرته إلّا لشدة بأس البطل المهاجم له، والشجاع المنازل له، الذي تعجز عن مواجهته الأبطال، وهذه غاية الشجاعة ونهاية البطولة.

وورد أيضاً في زيارته:

«السلام عليك يا عبد الله بن علي بن أبي طالب ورحمة الله وبركاته، فإنك الغرة الواضحة، واللمعة اللائحة، ضاعف الله رضاه عنك، وأحسن لك ثواب ما بذلته منك، فلقد واسيت أخاك وبذلت مهجتك في رضا ربّك»[3].

مجلة بيوت المتقين العدد (89)

 


[1] مقاتل الطالبيين أبي الفرج الأصفاني: ص 88.

[2] الإقبال: ج3، ص74.

[3] بحار الأنوار المجلسي:ج98، ص245.