لو تم تحريف الإسلام لضاعت معالم الحق على البشرية

ونتيجة لذلك فلو فُتح المجال لتحريف الإسلام الخاتم للأديان، ولم يكبح جماحه، نتيجة العوامل المتقدمة، لضاعت المعالم، ولم يبق بيد الناس حقيقة مقدسة تقبلها العقول، وتركن إليها النفوس، وتأخذ بمجامع القلوب، وتتفاعل بها من أجل خيرها وصلاحها.

ولبقي المجتمع الإنساني في حيرة وضياع بين الثقافات الدينية المحرّفة - المملوءة بالأساطير والخرافات والسلبيات، التي تأباها النفوس وترفضها العقول، كما سبق - والثقافة المادية الجافة، التي تأباها الفطرة السليمة، والتي تسير بالمجتمع نحو الدمار الشامل في الأخلاق والمثل.

وحتى في مقومات نمو المجتمع الإنساني وبقائه في المعمورة، لاهتمام الثقافة المادية بحرية الفرد، وفسحها المجال لتمتعه باللذة من أقرب طرقها، من دون تركيز على بناء المجتمع، وتنظيم علاقة بعضه ببعض على أسس رصينة.

وقد كان لكبح جماح التحريف في الإسلام، وظهور دعوة الحق فيه، أعظم الأثر في وضوح كثير من الحقائق في حق الله عز وجل وحق ملائكته وأنبيائه (صلوات الله عليهم) وتشريعاته القويمة، وظهور تشويهها في الأديان الأخرى، وحتى في بعض تراث المسلمين المشوه.

ومن هنا كان لفاجعة الطف وغيرها من خطوات أهل البيت (عليهم السلام) السابقة وجهودهم، التي حدّت من محاولات التحريف لدين الإسلام العظيم، الفضل على الفكر الإنساني عامة في وضوح منهجه وتعديل مساره.