الطموح، والأحلام، والمستقبل، والآمال، يمكن أن نعتبرها كلمات مترادفة المعنى، تستعمل لما يريد أن يكون عليه الشخص في المستقبل من حالات وأوضاع حياتية، وهي لا تحصل بالتمني والتوقع وأحلام اليقظة، بل تحتاج إلى مقدّمات تتطلب الجهد والصبر والعمل الجدّي، ومقدّمات أخرى مادية ونفسية، تقرّب حال الإنسان مما قد يرغب أن يكون عليه، وثمّة أعمال أو خُطوات يستطيع أن يقدّمها الإنسان أمام طموحة لضمان نسبة من التحقق:
1- تدوين الهدف المطلوب:
فإنّه خطوة مهملة لدى الكثير، ويعتمد على تدوين الذهن والذاكرة، وغالباً ما يمحوه النسيان، ويتعرّض للتشويش مع زحمة الأفكار، مع أنّ الكتابة هي الخطوة التي تحفظ الطموح من الضياع أو التردد، لذا ينصح خبراء الاجتماع والتنمية بكتابة خطة، وخُطوات صالحة للتطبيق وفقها، كما من الضروري تحديد جدول زمني ولو تقديراً لتلك الخطة.
2- تقسيم الأهداف:
كأن تُقسّم حسب زمن التحقق إلى أهداف طويلة، ومتوسطة، وقصيرة المدى، أو إلى أهداف أولية وأهداف ثانوية، أو إلى أهداف يقوم بها بنفسه، وأهداف يقوم بها غيره، بالتالي يُمكن للشّخص مُراجعة الأهداف حسب السقف الزمني المحدد للخطّة؛ إذ سيساعده ذلك على تتبّع التقدّم الذي أحرزه في طريق الهدف.
3- الصبر وعدم اليأس:
الإنسان العاقل يدرك أنّه لا يُمكن تحقيق الأشياء العظيمة بين ليلةٍ وضحاها؛ ويتخذ هذا الإدراك كالقاعدة الثابتة، وليس طريق للتعامل وفق هذه القاعدة إلّا الصبر والالتزام بالوقت، وإذا شعر الشخص أنّ الوقت طال أكثر من اللازم يجب عليه البحث عن طريقة أخرى لإنجاز الأعمال، ولا يعتبر التأخير وطول الوقت هزيمة وخسارة، بل يعتبرها خطوةً للتفكير وتطوير وسائل التحقيق.
لذا يُنصح بالابتعاد عن اليأس، والاحتفاظ بالهدف والطموح سواء كان كبيراً أو صغيراً، بغض النظر عن استجابة العامل الزمني، معتمداً على الرصيد الحقيقي من الإيمان، والعمل الجاد، والإرادة والإصرار.
4- تقبّلُ النقد:
القدرة على قبول النقد البنّاء تُساعد على تحقيق طموحات الإنسان، لهذا لا يجب الابتعاد عن مَن ينقدنا من المحبين، والاستماع إليهم، ووضع كلامهم في عين الاعتبار؛ بهدف إيجاد أفضل الطرق للقيام بالأشياء الصعبة، فهم يحاولون بذلك المساعدة.
5- الاهتمام بتتابع الخُطوات:
فمهما كان نوع الطموح الذي تسعى لتحقيقه، فهو مركب من خطوات متتالية، يرتبط نجاح كلّ خطوة على نجاح الخطوة التي قبلها، كما أنّ هناك دائماً خطوة منطقية تالية يمكنك أن تخطوها.
كما أنّ حجم الخطوة أو المرحلة يجب أن لا يؤثر على تواليها وتسلسلها، فالخطوة الصغيرة رغم صغرها لا تدفعك للقيام بها في عير محلّها، فإنّ فائدتها ونتائجها تبقى مرتبطة بمكانها وبمحلّها بين الخُطوات الأخرى، وعندما يرتبك تسلسل الخُطوات عندك لسبب ما، فيجب أن تقرر بسرعة الخطوة التَّالية، وتخطط لإنجاحها.
ثمّ إنّ هذه العملية قد تتكرر في المشاريع إذا كان نوع الطموح غير محدد الخُطوات، أو هو ذو خُطوات حسب الظرف والوقت، ولا تكون جميع الخُطوات معروفة مسبقاً.
6- تعامل مع الخوف بواقعية:
الخوف والقلق حالة ملازمة لأغلب طموحات الإنسان، وإنَّ الطريق المناسب، للتَّغلب على الخوف هو القيام بالعمل منشأ القلق، فإنّ التعامل مع الواقع أنجح منه مع التخيلات والوساوس.
إنّ الخوف من الأمور المرتبطة بطبيعة الإنسان، وهو يصاحب مشاريع التغيير عادةَّ، وبما أنَّ الطموح يتطلب التَّغيير، فالخوف مصاحب له، فاجعله عامل من عوامل التشجيع، ولا تتركه يعمل على الإحباط والضجر.
7- النجاح بعد الفشل:
الفشل أمرٌ متوقع في جميع المشاريع والطموحات، وهو يلازم التعلّم والتأقلم مع كلّ شيء جديد؛ إذ كيف للطِّفل أن يتعلّم المشي من دون أن يقع؟ بل على رأي بعض المختصين في التنمية البشرية أنّ القرارات الجيدة تأتي بعد التجارب الفاشلة نتيجة لقرارات غير جيدة.
ولو أمعنا النظر في الواقع فإنّنا لا نجد نجاحاً وتميّزاً في مشروع ما جاء بين عشيةٍ وضحاها؛ إذ عادةً ما يكون النجاح بعد جهود متراكمة، وتعب وقلق نفسي وجسدي، لكن النتيجة هي التغلب على كلّ هذا، وتصحيح كلّ الأخطاء والمعوقات، للوصول إلى النجاح والثمرة التي يعتزّ بها صاحب الطموح.
المصدر: مجلة ولاء الشباب العدد (63)