عيادة المريض وزيارته من أولى حقوق المسلم على أخيه المسلم التي حث الإسلام عليها، قال النبي(صلّى الله عليه وآله): (من حق المسلم على المسلم إذا لقيه أن يسلم عليه، وإذا مرض أن يعوده، وإذا مات أن يشيّع جنازته)[1].
وعن الإمام الصادق(عليه السلام): (إذا كان يوم القيامة نادى مناد ، العبد إلى الله عزّ وجلّ (أوتي العبد المؤمن) فيحاسبه حساباً يسيراً، ويقول: يا مؤمن ما منعك أن تعودني حين مرضت ؟ فيقول المؤمن: أنت ربي وأنا عبدك ، أنت الحي القيوم الذي لا يصيبك ألم ولا نصب ، فيقول عز وجل: من عاد مؤمناً فيّ فقد عادني ، ثم يقول له: أتعرف فلان بن فلان ؟ فيقول: نعم يا رب ، فيقول له: ما منعك أن تعوده حين مرض، أما إنك لو عدته لعدتني ثم لوجدتني به وعنده ، ثم لو سألتني حاجة لقضيتها لك ولم أردك عنها)[2].
وفي زيارة المريض أجر عظيم، فعن الإمام الصادق(عليه السلام): (أيما مؤمن عاد أخاه في مرضه فإن كان حين يصبح شيّعه سبعون ألف ملك، فإذا قعد عنده غمرته الرحمة، واستغفروا له حتى يُمسي، وإن كان مساءً كان له مثل ذلك حتى يصبح)[3].
وعن الإمام الباقر(عليه السلام): (كان فيما ناجى به موسى(عليه السلام) ربه أن قال: يا رب ما بلغ من عيادة المريض من الأجر؟ فقال الله عز وجل: أوكل به ملكاً يعوده في قبره إلى محشره)[4].
عن الإمام الصادق(عليه السلام): قال رسول الله(صلّى الله عليه وآله): (من عاد مريضا ناداه مناد من السماء باسمه: يا فلان طبت وطاب [لك] ممشاك بثواب من الجنة)[5].
وعنه(عليه السلام): (إذا دخل أحدكم على أخيه عائداً له فليدْعُ له، وليطلب منه الدعاء، فإن دعاءه مثل دعاء الملائكة)[6].
وعنه(عليه السلام): (من عاد مريضاً في الله لم يسأل المريض للعائد شيئاً إلا استجاب الله له)[7].
وعن أمير المؤمنين(عليه السلام): (في المرض يصيب الصبي؟ قال: كفارة لوالديه)[8]، فما أعظم هذا الفضل وأجلَّه.
وفي زيارة المريض هنالك الكثير من الآداب الإسلامية والأخلاقية التي ينبغي مراعاتها، لتكون الزيارة بمثابة دواء نفسي يساعد على تحسن حالة المريض، فحينما يشعر المريض عند مرضه بروح الأخوة الإسلامية، فذلك يكون سبباً في تخفيف آلامه وأحزانه، ويعوضه عن بعض ما حرم من القوة والصحة، ومن تلك الآداب:
أولاً: تطمينه وتذكيره بالثواب العظيم على المرض الذي ابتلاه الله به، وأنَّه طهورٌ للمؤمن.
ثانياً: يسأل عن حاله ويدعو له بالشفاء، وأن يقول بدعائه: (اللهم اشفه بشفائك وداوه بدوائك وعافه من بلائك)، وأن يضع يده على ذراع المريض ويقرأ سورة الحمد سبع مرات أو سبعين مرة.
ثالثاً: عدم إطالة الزيارة فإنَّ المريض تمرُّ عليه الدقيقة كالساعة؛ لما يجد من ألم مرضه، ولا يغرنَّك صبره وتحمُّله وحسن استقباله لك في أنْ تطيل عليه، فعن الإمام الصادق(عليه السلام): (أعظمكم أجراً في العيادة أخفكم جلوساً)[9].
رابعاً: أن يضع الزائر إحدى يديه على الأخرى حال الجلوس عند المريض.
خامساً: لا يفعل عنده ما يغيظه ويحزنه.
سادساً: يقدم له الهدايا من فواكه أو غيرها.
سابعاً: يطلب من المريض أن يدعو له، فإن المريض ممن يستجاب دعاؤه، فعن الإمام الصادق(عليه السلام): (ثلاثة دعوتهم مستجابة: الحاج، والغازي، والمريض)[10].
ثامناً: أن يُعلِم الناس بمرضه، ويأذن لهم بزيارته: وقال أبو الحسن(عليه السلام): (إذا مرض أحدكم فليأذن للناس أن يدخلوا، فليس من أحد إلا وله دعوة مستجابة)[11].
[1] مكارم الأخلاق، الشيخ الطبرسي: ص359.
[2] بحار الأنوار، العلامة المجلسي: ج78، ص227.
[3] مكارم الأخلاق، الشيخ الطبرسي: ص361.
[4] الكافي، الشيخ الكليني: ج3، ص121.
[5] المصدر السابق.
[6] مكارم الأخلاق، الشيخ الطبرسي: ص361.
[7] ثواب الأعمال، الشيخ الصدوق: ص194.
[8] الكافي، الشيخ الكليني: ج6، ص52.
[9] مكارم الأخلاق، الشيخ الطبرسي: ص361.
[10] وسائل الشيعة، الحر العاملي: ج2، ص420.
[11] الكافي، الشيخ الكليني: ج3، ص117.