هي الاستعداد والقدرة على القيام بالمهام، والأعمال، والعمل على إنجازها بكفاءة وفاعليّة.
والمبادِر، هو ذلك الشخص الذي يتميز عن غيره بالهمة العالية، يبحث عن النجاح مهما كانت الصعاب، لا يكل ولا يمل من أجل تحقيقه، بعكس الإنسان المقلّد الذي يقف دائمًا في موقف رد الفعل؛ فهو دائمًا مهزوم أو تابع، وتعد المبادرة أحد أهم عناصر النجاح.
والمبادرة الاجتماعية هي محاولة الأشخاص إحداث فارق في المجتمع عن طريق خدمة الناس وإرضاء احتياجاتهم.
والمبادرة في الثقافة الإسلامية، تصدق على القيام بأعمال الخير، وتعنى المسارعة إلى الخيرات، وقد وردت بهذا المعنى كثيرًا في القرآن الكريم، قال تعالى: (سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ)[1]، (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِين)[2]، وغيرها من الآيات الكريمة.
والمبادرة من السمات الشخصية للأنبياء والرسل، كما جاء في وصفهم في سورة الأنبياء: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ)[3]، اختارهم الله لأعظم مهمة للقيام بها، حاربوا الجمود في الأفكار، والتقليد الأعمى الذي كان سببًا في ضلال أهل الشرك.
تتميز المبادرات في الكثير من الأحيان بكونها بسيطة وغير معقدة، فلا تحتاج إلى كثير من الموارد أو مصادر التمويل لكي يتم تنفيذها، بل تعتمد على الأنشطة التي يقوم بها الشباب بالاعتماد على إمكانياتهم ومهاراتهم وخبراتهم.
النقطة المهمة هنا أن أصحاب المبادرة الاجتماعية التزامًا منهم بمفهومها لا ينتظرون الحصول على مصدر تمويل لفكرتهم، فيحاولون تطبيقها بالمتاح معهم، فالمهم هو تحقيق الأثر المرغوب في المجتمع.
وبما أن المبادرة صفة منتجة ومؤثرة فلا بد للفرد أن يكون مقدماً، ومصراً، مبتكراً، متمتعاً بالنشاط والحيوية، يتحمّل أعباء قيامه به، والظروف التي لها علاقة بطبيعة العمل، مقتنعاً بفكرة العمل الذي يقوم فيه، ويسعى جاهداً للعمل لتحقيقه.
كيف تصبح مبادراً
لا بد أن يتّصف الإنسان المبادر بمجموعة من الصفات الشخصيّة، وهي:
الرغبة في العمل:
يجب أن يرغب في القيام بالعمل المطلوب منه، وأن يسعى إلى تحقيقه بشكل كامل، وأن يقترح مجموعة من الأفكار ويقوم بالسير عليها، ويجتهد من أجل الوصول إلى إنجاز العمل.
الثقة في النفس:
الشخص المبادر يثق بنفسه، ويحافظ على هدوئه، ويواجه العوائق التي قد يتعرّض لها عند القيام بالمبادرة؛ لأنه يضع جميع الاحتمالات أمامه ويقوم بالسير عليها وفقاً للطريق الذي يوصله إلى النجاح التام، فعندما يستمع الشخص إلى الكلام السلبيّ بحقه وبحق عمله، عندها لن ينجح فيه، والمبادر عكس ذلك هو الذي يطمح إلى الاستمرار في المبادرة حتى النهاية.
الاصرار وعدم التردد:
ربما تواجه أيّ مبادرة العديد من العوائق التي تؤخر نجاحها، ويأتي دور المبادر هنا في محاولة علاج ودواء كل شيء يواجهه على حدة، ويقوم بدراسته، ويصرّ على أن ينجح في ذلك، ويواجه أي معوقات في سبيل ذلك.
الرغبة في النجاح:
عندما يمتلك الإنسان الرغبة في النجاح، عندها سوف ينجح مهما طال الوقت، وهكذا الشخص المبادر عندما يقتنع بأنه سينجح في مبادرته عندها سوف ينجزها بشكل كلي.
قبول المنافسة:
سوف يواجه الشخص المبادر العديد من التحديات والمتحدّين له أثناء قيامه بعمله، فيجب أن لا يضعف عند اشتداد المنافسة، بل ينبغي أن يعمل على مواجهة المنافسين بحكمة وموضوعية، وهكذا تزداد الرغبة نحو تحقيق العمل بنجاح.
قيادة الفريق:
المبادرات الجماعية تتكون من عدة أفراد، ويجب على كل شخص مبادر، أن يمتلك القدرة على قيادة الفريق، وتوزيع المهام بين أعضائه، واختيار الأشخاص المناسبين للقيام بالأعمال التي تتناسب مع قدراتهم وخبراتهم، وأن يحثّ جميع أفراد الفريق على العمل بروح الفريق، والالتزام بمعايير أداء العمل، والتعاون بين الجميع من أجل إتمام المبادرة.
استمرارية المبادرة:
يجب أن يكون الشخص المبادر قادراً على التخطيط للمستقبل، من أجل ضمان استمرارية المبادرة، والعمل على تطويرها بشكل يسمح بأن تحقق المزيد من النجاح، هذا مع قابلية العمل على ذلك، وحصول نفع مستقبلي منه.
المصدر: مجلة ولاء الشباب العدد (58)