كيف تحفز نفسك؟

في مجتمعنا نجد من الأشخاص من فَشِلَ في عمل أو مشروع ما، فصار محبطاً وتوقّف عن العمل، كما أننا نجد منهم من كان نجاحه وإنجازه بعد فشل، لمرّة أو أكثر من مرّة، ذلك أن الفارق بينهما هو وجود وحيوية الحافز لإنجاز الهدف حتّى النهاية، وكلما كان هذا الحافز داخليّاً، فبالتأكيد سوف تذوب كل المعوقات للوصول إلى الهدف.

التحفيز كلمة تشمل بمعناها كل ما يولد رغبة عند الإنسان على العمل والعطاء والإبداع، وأداء كل الأشغال والأعمال المختلفة التي تمثل حركاته في حياته اليومية، سواء كانت شخصية أو اجتماعية للوصول إلى أهداف معينة ينتفع منها هو أو مجتمعه، وهو حالة تتعلق بتوليد الدوافع الداخلية والخارجية التي تؤدي لسلوك معين في طريق تحقيق تلك الأهداف.

وهو بهذا المعنى أمر مهم في الحركة الإيجابية للفرد ليكون فاعلاً معطاءً مفيداً لنفسه ومجتمعه، وطرق التحفيز كثيرة، نذكر منها ما يمكن أن يقوم بها كل منّا:

1- تحديد الأهداف: فإن التركيز على تحديد الهدف والغرض الأساسي من كل عمل يتجه إليه الإنسان سيوضح السبيل القريب اليسير التي سيسلكها للوصول إلى الغاية من ذلك العمل، ولا مانع أن يأخذ أحدنا ورقة ويدوّن فيها الأهداف التي يرسمها لنفسه.

وفي كل عمل أو مشروع متعدد الأهداف:

- أهداف قصيرة المدى: أي التي تستطيع تحقيقها في مدة قصيرة.

- أهداف بعيدة المدى: وهي الأهداف التي تأخذ مدة طويلة لتحقيقها.

2- تغيير التفكير: ونقصد به التفكير السلبي، فلا بدّ أن يعمل كل منا على تغيير

تفكيره السلبي تجاه بعض المواقف والمواضيع إلى تفكير إيجابي، فإن الحالة النفسية التي يعيشها الفرد هي نتاج لأفكاره، وكثير من المواقف يحصل عند الفرد ارتباك في السلوك، فإن ذلك يكون بسبب طريقة تفكيره.

3- التوكيدات الإيجابية: وهي عبارة عن عبارات أو جمل إيجابية يمكن أن يرددها الفرد مع نفسه؛ من أجل تثبيت معانيها في العقل الباطن وإحياء الإيجابية فيه، ومن تلك الكلمات عبارات (أنا مبدع)، (أنا ذكي)، (أنا إنسان عظيم) وأمثالها، وبهذه العملية يستطيع أي شخص إعادة برمجة عقله الباطن.

4- اكتشف الأشياء التي تحفزك: أو نقول تعيين وتشخيص ما من شأنه أن يكون حافزاً، واكتشاف الأشياء التي لها القدرة على تحفيزك فتطلبها حتى تستطيع أن تستغلها في الوقت المناسب عند تنفيذ مشروعك، كذلك الأشياء تدفعك إلى الملل والكسل فتبتعد عنها؛ فإذا كنت من محبي التحليل على سبيل المثال، فلا تقم بتقييم مشروعك بشكل كلي، بل قسمه إلى أجزاء أصغر، ثم قسم الأجزاء إلى شرائح، وهكذا حتى تصل لمستوى مناسب، فهذا يدفعك إلى الإنجاز لأنك اتجهت في الاتجاه الصحيح الذي تحبه. أما إذا كنت تهتم بآراء الآخرين كثيراً، فعليك إشراك أشخاص آخرين في مشروعك، حتى ولو كانوا أصدقاءك.

5- اتخذ رفيقاً: إذا كنت تشعر بنوع من الفتور وأنت تعمل وحدك، فإن الاشتراك مع الآخرين يدفع عنك الفتور في أغلب الأعمال، وأن يتخذ الشخص رفيقاً في عمل أو مشروع ما أو أكثر من رفيق، هو عامل يعطيه دفعة إلى الأمام ويسهل من مهام العمل عليك فتتقبلها بسهولة بل وترغب في المزيد.

الإنسان كائن اجتماعي بطبعه، يحب أن يشارك الآخرين في حياته اليومية، فيتقابل مع مجموعة العمل ويتناقشون في العوائق التي تواجه العمل، ويحددون أهدافهم وخطط إنجازها، والسقف الزمني لذلك الإنجاز. كل ذلك يعتبر إحدى محفزات العمل عندما يتم بشكل فريق أو جماعة.

6- كافئ نفسك: يكاد يكون من القوانين الاجتماعية أن الحصول على مكافأة من أكثر الأمور التي تغمر الشخص بالتحفيز والرغبة في إنجاز المزيد. فإذا لم يكن هناك من يكافئك ماذا تفعل؟

في هذه الحالة كافئ نفسك عند الوصول إلى هدف معين. وحاول دائماً أن تجعل المكافأة متناسبة مع الهدف الذي حققته ومرتبطة بالعمل الذي تقوم به؛ حتى لا تأتي بنتائج عكسية، فإذا كنت على وشك البدء في مشروع جديد، فمن الممكن أن تكون المكافأة كتاباً عن كيفية بدء مشروع، وهكذا. المهم أن تكون المكافأة متناسقة مع العمل وليست متناقضة معه.

المصدر: مجلة ولاء الشباب العدد (67)