الخيبة كلمة تحمل معنى الخسران، أو عدم تحقق المتوقع، أو حصول شيء غير متوقع، وأحياناً يشعر بها الإنسان عند إخفاقه في تحقيق هدف ما، فيقال فيه (أصيب بخيبة أمل)
وكثيراً ما نصاب بخيبة الأمل في حياتنا، فعندما نحلم بشيء محبب للنفس، ونعلًق أملاً على تحقيق ذلك الحلم، لكنه يستمر في عدم التحقق، فتصيبنا خيبة أمل.
وعندما نخسر ثقة الناس بنا لموقف ما ونحاول بكل الوسائل أن نستعيدها، لكنها لا تعود بالسهولة التي نعرفها، فتصيبنا خيبة أمل.
وعندما نجد ونجتهد ونضحي لأجل أن يكون الغير في رضىً وسعادة وراحة، ونستيقظ فجأة على سلوك أو شعور بعكس ذلك، فإننا نشعر بخيبة أمل.
وعندما نعتمد على قلوبنا في الحكم على قريب أو بعيد، أحياناً نشعر بخيبة أمل أننا لم نشارك العقل في ذلك الحكم، فكل النتائج ليست كما نحب.
وعندما تضع لشخصٍ عزيزٍ مكاناً خاصاً في حياتك، وتجعل له جزءً كبيراً من اهتمامك ومشاعرك، ثم تكشف لك الأيام أنّك لست حتى من أولوياته حتماً ستصيبك خيبة أمل.
فكم من أشخاص قريبين منا، وهبناهم الثقة والشعور الجيد والأمان، ولم يجدوا منا غير الخير والحب، ولكن لم نحصل على نفس الدرجة من تلك المشاعر، فتشعرنا بشعور خيبة الأمل.
المهم من كل هذا أن نجيب عن سؤال يجول في داخلنا، وهو:
هل نستسلم؟
هل هناك طرق وأساليب أو سلوك يجنبنا هذا الشعور السيئ؟
نحن نريد أن ندفع هذا الشعور بعيداً عن أنفسنا، ونختزل خطواته نحونا، وذلك بعدة أمور:
1ـ تقبل الشخص لواقعه:
ربما يكون هذا الأمر صعباً على بعض الناس، لكن من المهم أن تدرك وتذعن ذلك، فإذا كان هدفك هو إرضاء جميع الناس، فأنت تصنع من البداية مقدمات الفشل والخيبة، مهما كنت حكيماً وتتصرف بعقلائية ومنطقية، فإنه سيبقى هناك دائماً أشخاص لديهم وجهات نظر تختلف عن جميع أفكارك وثوابتك، ولديهم منهج آخر في تيسير الأمور. لذا عليك تقبل حقيقة في ذاتك وأفكارك وهي أنك لن تكون كافياً أمام الجميع.
2ـ اجعل نفسك في موارد الراحة:
عليك دائماً أن تدور بنفسك، وتضعها في الحال التي تحقّق الراحة الخاصة بك. فليس من الصواب أن تجعل نفسك في أمر غير مريح لك؛ خوفاً أو مداراةً للآخرين بدرجة محرجة. فإن هذا يسبب لك قلقاً مستمراً، وإن الضغط على النفس أكثر من اللازم أو المتعارف، يعرض الإنسان لخيبة الأمل تجاه أي تلكؤ أو تردد يحصل في حاجة أو علاقة ما.
3ـ نقد النفس:
في بعض الأحيان نحتاج لمراجعة أنفسنا، لكن البعض لا يعرف كيف يقوم بذلك، ضع أسئلة ودع نفسك تجيب عليها، مثلاً:
لماذا يكون رد فعلي بهذه الطريقة؟
هل هي مناسبة للموقف أم لا؟
هل عندي شعور بالخوف أو القلق؟
هل تشعر بالقلق حيال ذلك ولماذا؟
يساعد هذا الأمر على إلقاء نظرة أدق وأعمق للشخصية، هذا بمثابة علاج رائع لحالات القلق.
4ـ وضع ضوابط للعاطفة:
من الضروري والمفيد جداً عدم إطلاق العنان للعاطفة لتجول في كل موطن وموقف، ووضع حدود وضوابط تحميها من الاستغلال، فلا تسمح للآخرين أن يتفهموا لطفك ومداراتك، بأن ذلك من خفة وضعف في شخصيتك، ولا نقصد بذلك أن محاولة كسب رضا الآخرين وإسعادهم هو أمر سيء، ولكن إذا كنت تتصرف بهذه الطريقة بدون حدود وضوابط تجاه الآخرين؛ فستواجه أشخاصاً يعملون على استغلال هذا الأمر.
5ـ تحليل ردود أفعال الغير:
لا تحمل نفسك على أنها سبب لكل رد فعل يصدر من الغير، قد تكون قلقاً بعض الشيء من رد طلبك من قبل شخص، أو رفض لمشروع أو فكرة قدّمتها، فهذا لا يعني أنك مرفوض أو أنك غير مرغوب، فربما يكون رد فعل ذلك الشخص لكونه هو غير مستقر انفعالياً كأن يكون غاضباً أو حزيناً، أو غير ذلك؛ لذا عليك ألا تخصص كل ردود الفعل على أنها نتاج فعلك.
6ـ مراجعة قاعدة القيم والمبادئ:
دائماً تراجع المبادئ التي تقوم عليها شخصيتك، حتى لا تضعف أو ترتخر أو تستبدل بطريقة غير مدروسة، اسأل نفسك:
ما هي قيمك؟
ماذا تريد أن تدافع عن؟
هل تتصرف وفقاً لمن تريد أن تكون- إذا لم يكن كذلك- ماذا يمكنك أن تفعل لتغير هذا؟
تستطيع أن تعرض أمثال هذه الأسئلة على نفسك، فإن إجاباتها تبعدك عن شعور الخيبة وتدفع عنك الخوف والقلق من النتائج القادمة، فإنك إذا لم تفهم قيمك جيداً فأنت تضع نفسك في ضغوط المشكلات، وستتأثر بسهولة برأي غيرك.
المصدر: مجلة ولاء الشباب العدد (62)