آداب ارتداء الثياب في الإسلام

الثياب نعمة عظيمة من نعم الله على عباده، لستر جسد الإنسان ووقايته من الحر والبرد وسائر الآفات، وقد وردت النصوص الشرعية بأحكام مُفصّلة، وَبيَّنت القدر الواجب ستره، والمستحب من الثوب والمحرم، والمكروه، والمباح مقداراً وكيفية، ومن تلك الأحكام أن يكون الثوب من مال حلال وغير مغصوب، وأن يكون طاهراً، ولا من جلد الميتة ولا من أجزاء غير المأكول لحمه...، ويشترط في ثوب الرجل في الصلاة أن لا يكون من الحرير ولا مذهباً ويحرم لبسهما للرجال أيضاً في غير الصلاة.

ونحاول التركيز هنا على الآداب الخاصة بارتداء الثوب والتي هي:

1- يستحب لبس الثوب النقي النظيف، فإنه يُذهب الهمَّ والحزن وَيكْبِتْ العدو، ولما ورد عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: (إن الله عز وجل يحب الجمال والتجمل ويبغض البؤس والتباؤس)[1].

مضافاً إلى ان الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده، فعن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): (إن الله جميل يحب الجمال ويحب أن يرى أثر النعمة على عبده)[2].

2- التسمية (بسم الله الرحمن الرحيم) في كل مرة يلبس فيها ملابسه.

3- يستحب تَزيّن المسلم لأخيه المسلم ولأصحابه ولأهله، كما يَتزيّن للغريب الذي يُحب أن يراه على أحسن هيئة.

 4- يستحب أن يكون الإنسان في أحسن زي قومه، وأن يُظهر الغنى بين الناس وإن لم يكن غنياً، إلا مع التهمة المنُقِصَة له، قال أبو عبد الله الصادق (عليه السلام) لعبيد بن زياد : (إظهار النعمة أحب إلى الله من صيانتها فإياك أن تتزين إلا في أحسن زي قومك)[3].

5- أن لا يكون من ثياب الشهرة لما ورد من أن الله تعالى يبغض شهرة الثياب، فعن الإمام الحسين عليه السلام قال : (من لبس ثوبا يشهره كساه الله يوم القيامة ثوبا من النار)[4]. وروي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أوحى الله إلى نبي من أنبيائه: (قل للمؤمنين لا يلبسوا ملابس أعدائي، ولا يطعموا مطاعم أعدائي، ولا يسلكوا مسالك أعدائي، فيكونوا أعدائي كما هم أعدائي)[5].

6- يقول عند ارتدائه ملابسه الجديدة: (بسم الله وبالله، اللهم اجعله ثوب يُمنٍ وتقوى وبركة ، اللهم ارزقني فيه حسن عبادتك وعملا بطاعتك وأداء شكر نعمتك ، الحمد لله الذي كساني ما أواري به عورتي وأتجمّل به في الناس)[6].

وقيل: إذا حصل على ثوب جديد: يتوضأ ويصلي ركعتين يقرأ في كل ركعة الحمد والتوحيد وآية الكرسي وسورة القدر ويحمد الله الذي زيّنه في الناس، وليكثر من قول (لا حول ولا قوة إلا بالله) فقد روي أنه إن فعل ذلك فإنه لا يعصي الله بهذا الثوب).

7- يستحب لمن كان لديه ملابس يستطيع أن يتصدق بها على من لا يملكها أن يفعل ذلك ففيه أجر كبير، عن النبي(صلى الله عليه وآله): (... ولا آمن بالله من اكتسى وأخوه عريان)[7] وجاء في وصية رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأبي ذر: (يا أبا ذر من كان له قميصان فليلبس أحدهما، ويُلبس الاخر أخاه)[8].

8- عند لبس السراويل يقول: (اللهم استر عورتي، وآمن روعتي، وأعف فرجي، ولا تعجل للشيطان في ذلك نصيبا، ولا له إلى ذلك وصولا، فيصنع إليَّ المكائد، ويُهيّجني لارتكاب محارمك)[9].

9- يستحب لبس الملابس المصنوعة من القطن، فعن أبي عبد الله الصادق عن أمير المؤمنين C قال: (البسوا ثياب القطن فإنها لباس رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو لباسنا)[10].

10- يستحب لبس الملابس البيضاء فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله): (ليس من ثيابكم شيء أحسن من البياض فالبسوه وكفنوا فيه موتاكم)[11].

11- يكره لبس الثوب الأسود، إلا في عزاء أهل البيت (عليهم السلام)، فإنه مستحب.

12- عدم تَشبّه الرجال بالنساء والنساء بالرجال في الثياب، فقد لعن النبي (صلى الله عليه وآله) المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال، وعن الإمام الصادق (عليه السلام): (كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يزجر الرجل يتشبه بالنساء وينهى المرأة أن تتشبه بالرجال في لباسها)[12].

13- أخذ قدح من ماء وقراءة سورة القدر عليه 36 مرة ورش الماء على الثوب. (روي أنه من فعل ذلك فإن صاحب الثوب يكون في سعة حتى يبلى ذلك الثوب)[13].

وفي روية أخرى: يقرأ على قدح ماء سورة القدر والتوحيد والكافرون كل واحدة عشراً ثم يرش الماء على الثوب[14].

 


[1] الكافي: ج6، ص440.

[2] الكافي: ج6، ص438.

[3] الكافي: ج6، ص440.

[4] الكافي: ج6، ص445.

[5] الحدائق الناظرة: ج7، ص116.

[6] مكارم الأخلاق: ص99.

[7] مكارم الأخلاق: ص134.

[8] الوسائل: ج5، ص54.

[9] مكارم الأخلاق: ص101.

[10] الكافي: ج6، ص446.

[11] مكارم الأخلاق: ص104.

[12] مكارم الأخلاق: ص118.

[13] ثواب الأعمال: ص25.

[14] عيون أخبار الرضا(عليه السلام): ج1، ص315.